مطعم كوري يشترط وجود شريك لخدمة الزبائن!

لقد أثار مطعم في كوريا الجنوبية جدلاً واسعاً بعد أن قرر رفض خدمة الزبائن الذين يأتون بمفردهم، في وقت تشهد فيه البلاد زيادة في عدد الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم دون شريك.

نُشرت صورة للافتة خارج مطعم نودلز في مدينة يوسو في مقاطعة جولا الجنوبية، بعد أن شاركها أحد الزبائن على الإنترنت في 17 نوفمبر، وحققت انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي وذلك وفقًا لتقرير من صحيفة كوريا تايمز.

وأوضحت اللافتة السياسية للمطعم أنه يقدم أربع "خيارات" لمن يرغب في تناول الطعام بشكل منفرد: "إما دفع ثمن وجبتين، أو تناول وجبتين، أو استدعاء صديق، أو العودة في المرة القادمة مع الزوج أو الزوجة." وأضافت اللافتة، بشكل فكاهي: "نحن لا نقدم الوحدة. من فضلك لا تأتِ بمفردك."

شهد المنشور تفاعلاً كبيراً، حيث حصل على 30 ألف مشاهدة. وانتقد العديد من الناس إدارة المطعم لهذا القرار. علق أحد المستخدمين قائلاً: "عقلية المالك تبدو قديمة." وتساءل مستخدم آخر: "لماذا نربط بين تناول الطعام وحيدين والشعور بالوحدة؟" بينما كتب مستخدم ثالث ما معناه أن المطعم لا يقدر زبائنه فعلاً.

لكن هناك من دافع عن قرار المطعم. حيث عقّب أحدهم قائلاً: "إذا كان المالك يختار تحمل الخسائر، فذلك هو خياره ويجب احترامه."

ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها اتهام مطاعم في كوريا بممارسات تمييزية ضد العملاء الذين يتناولون وجباتهم بشكل منفرد، والذين يُعرفون في كوريا باسم "زبائن الهونباب".

في يوليو، تعرضت سيدة لموقف محرج في مطعم بيوسُ، إذ حصلت على تعليقات وقحة من الموظفين، الذين نصحوها بإنهاء وجبتها بسرعة لأن "العملاء الآخرين ينتظرون"، على الرغم من أنها كانت قد طلبت وجبتين.

علاوة على ذلك، في وقت سابق من هذا العام، أثار مطعم آخر الاستياء بعد أن وضع لافتة تمنع الزبائن المنفردين من تصفح منصات التواصل الاجتماعي أثناء تناول الطعام.

تشير التقارير إلى أن الأسر المكونة من فرد واحد في كوريا تتزايد بشكل ملحوظ. ففي العاصمة سيول، ارتفعت نسبة الأسر المفردة من 29.5% في عام 2015 إلى 39.3% في عام 2023. كما أن أكثر من 42% من الكوريين الجنوبيين يتناولون وجبة واحدة على الأقل وحدهم يومياً.

ومن جهته، أشار جي ووك شين، أستاذ علم الاجتماع في جامعة ستانفورد، إلى ضرورة معالجة تحيز المجتمع الكوري ضد الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم بطريقة منهجية وواعية.

وفي المقابل، تشجع المطاعم في الصين بمبادراتها للترحيب بالزبائن الأفراد عبر تقديم وجبات خاصة بهم. ويعتبر الخبراء أن الصين تمكنت من تبني مفهوم "الاقتصاد الفردي" الذي يؤثر على قطاعات مثل الغذاء والعقارات والتعليم والأجهزة المنزلية، مستهدفًا الأفراد بمعايير مختلفة.