"رماد: استكشاف الذاكرة ومواطن الضعف في الإنسان"
الجمعه 05 ديسمبر 2025 - 07:31 ص
تحت عنوان "وجع الغربة وترك الأوطان"، استند عرض "رماد" إلى الحنين والألم اللذين يعانيهما الأشخاص الذين يُجبرون على السفر ويتمسكون بالذكريات التي تحتفظ بها ذاكرتهم. العرض قدِّم في سادس أيام مهرجان دبي لمسرح الشباب تحت ظل مهرجان الفنون الأدائية في دبي، من إنتاج "آرت مايز"، وقد جمع العرض بين النص ومسرح الجسد المعتمد على الرقص التعبيري، مما جعله يتحدث لغة تتجاوز حدود الكلمات لتعبر عن رحلة تجمع الحركة وهشاشة الإنسان والذكريات وما يُتركون وراءهم.
المسرح خالٍ تماماً من الديكورات المتعددة، تدخل فتاة تحمل حقيبتها وتقف في المنتصف، معلنة قرار الرحيل. تبدأ بعدها بكشف عن آلامها، فتتحول تلك الآلام إلى مسرح كامل من التساؤلات. الجسد والرقص التعبيري هما المحرك الأساسي للعرض، مدعومان بالإضاءة التي تغمر المسرح، والنص الذي يعتمد على البوح أكثر من الحوار يساعد في نقل معاناة الشخصيات.
لغة تحكي وجسد يصرخ، يمتلئ المسرح بمشاعر الفتاة التي تحمل حقيبة مليئة بماضٍ وصور وذكريات. يتمحور العرض حول لقاء الفتاة مع شابين: أحدهما يجسد الماضي والآخر يجسد المستقبل. الشاب الذي يجسد الماضي يعبر عن صرامة الذكريات، بينما المستقبل يظهر كلغة تعبيرية تبحث عن الاعتراف. نجح الثلاثي (مرام إسماعيل، باسل عنيد، بشار عزام) في تحويل الصراع النفسي إلى صراع حقيقي على الخشبة.
الحنين، وإن لم يكن وراء الحقيبة، يشكل عائقا يمنع مفهوم الرحيل. قدم العرض الألم بشكل واقعي دون مبالغة، معبّراً عن الباحث عن الأمل وسط الذكريات المعلقة أمامه. كانت الحركات التعبيرية هي المحرك الرئيسي، وقد منح المشاهدون اتصالاً مباشراً مع ما يجسده الجسد من محاولة للتحرر ونداء المستقبل.
العرض، على الرغم من بساطة أدواته، تطرق إلى هشاشة الإنسان عندما يُقتلع من جذوره. وبدت اللوحة المسرحية متكاملة، حيث اختزلت المشاعر في المشهد الأخير من العرض. انتهى العرض بعودة الفتاة إلى حمل حقيبتها، تبقى معلقة في رمادها، لكنها تجد سلاماً بين الماضي والمستقبل.
قالت المؤلفة والمخرجة شيرين الشوفي لـ"الإمارات اليوم": "سعينا لتقديم وجع الغربة والذكريات والعائلة بعيدا عن أرض الوطن. بينما رغم دخولنا واقعاً جديداً، لا نزال نحمل صراعاً داخلياً وحنيناً". وأضافت: "الاعتماد على الحركة في العرض ليست مجرد أداة جمالية، بل هي لغة تحمل مفردات الوصول بكل سلاسة إلى الجميع".
بدورها، تحدثت الممثلة مرام إسماعيل عن الدور الذي يلامس الكثير من الأشخاص كونه يجسد الصراع في الغربة ومحاولة التمسك بالماضي دون رفض المستقبل. أشارت إلى التحديات المتواجدة في العرض المسرحي وأثنت على مهرجان دبي الذي يدعم الشباب.
قدمت أكاديمية الفنون الأدائية عرض "غواص اللؤلؤ" في اليوم السادس من مهرجان دبي لمسرح الشباب. العرض مستوحى من الكتاب الذي يحمل الاسم نفسه من تأليف جوليا جونسون، الذي يتبع رحلة سعيد في الغوص، حيث يواجه موجات صعبة وأسماك قرش. العرض يبرز مهنة صيد اللؤلؤ، وهو جانب اعتمد عليه الآباء. وقالت جونسون لـ"الإمارات اليوم": "هذا العرض هو أول إعادة تأليف لمؤلفاتي باعتباره عرض مسرحي، وقد أسعدني كثيراً رؤية الكتاب يتحول إلى العرض بهذه الصورة الإخراجية الرائعة."
مواد متعلقة
المضافة حديثا