مدارس حكومية تعتمد الذكاء الاصطناعي لتطوير التعليم واتخاذ القرارات
الأحد 30 نوفمبر 2025 - 11:33 م
بدأت إدارات المدارس الحكومية في اعتماد نظام إداري متقدم يعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر وفاعل، وهو يهدف إلى تسريع عملية اتخاذ القرار وزيادة كفاءة المنظومة الإدارية وتطوير المهارات المهنية للكوادر التعليمية.
يتماشى هذا الانتقال ضمن إطار مبادرة القيادة الذكية، التي أطلقتها بعض المدارس لبناء بيئة تعليمية أكثر فعالية وليتم تكييف الممارسات المدرسية مع نماذج التعليم المستقبلية التي تعتمد على الحوسبة وتحليل البيانات الذكية.
أكدت الإدارات في رسائل أرسلتها إلى أولياء الأمور والكوادر التعليمية، حسبما نشرت الإمارات اليوم، أن النظام الجديد يعتمد على تقنيات تحليل البيانات التي تستطيع تعقب مؤشرات الأداء وتتبع فرص التطوير بدقة، مما يتيح للإدارة وضع خطط أكاديمية مبنية على مؤشرات مثبتة بدلاً من التقديرات الشخصية.
أشارت تلك الرسائل إلى أن الأنظمة الذكية تساهم في تسريع عمل اللجان الإدارية وتطوير أدوات التقييم الداخلي، كما تتيح رؤية أعمق حول الأداء التعليمي والسلوكي للطلاب والمعلمين معاً. كما أوضحت أن برنامج القيادة الذكية يتضمن ثلاثة محاور التشغيل الرئيسة.
تغطي هذه المحاور قياس أداء الطلاب وتحليل منحنيات التحصيل بشكل مستمر ومقارنتها، بجانب آلية أتمتة الإجراءات الإدارية لتقليل الاعتماد على الورق وزيادة سرعة إنجاز المهام، بالإضافة إلى تزويد المعلمين بتقارير تحليلية تقود عملية التدريس في اتجاه احتياجات الطلاب الفعلية.
أكدت الإدارة أن هذه الأنظمة لا تهدف فقط للتطوير الإداري بل تسعى أيضاً إلى خلق وعي تكنولوجي بالمدارس، وتدريب المعلمين على التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل إجرائي، مما يعزز من دورهم كممارسين تعليميين قادرين على استخدام البيانات في تحسين نتائج الفصل.
وفي سبيل تعزيز مشاركة المجتمع في المشروع دعت الإدارات أولياء الأمور للمساهمة في تطوير المبادرة عن طريق تقديم أفكارهم وخبراتهم ذات الصلة، مشيرة إلى أن ملاحظاتهم تشكل ركناً مهماً في بناء نموذج تشاركي بين الأسرة والمدرسة.
وفي نفس السياق، خصصت إدارات المدارس استبيانًا إلكترونيًا لجمع المقترحات والآراء وتقييم الأثر الأولي للمبادرة. وذكرت الإدارات أن القيادة الذكية ليست مشروعًا عابرًا، بل تحوّل استراتيجياً يعيد تعريف آليات القيادة التعليمية.
أكدت أيضاً على تقديم نموذج عصري لمنظومة مدرسية متقدمة قادرة على مواكبة مستقبل التعليم العالمي وتهيئة الطلاب بمهارات رقمية ومعرفية تؤهلهم لمجتمعات المعرفة والاقتصاد الجديد مع الحفاظ على جودة التعليم كقيمة ثابتة أمام التغيير.
أشارت خبيرة التقنيات والذكاء الاصطناعي، الدكتورة منى جابر، إلى أن مبادرة القيادة الذكية تمثل منصة تطوير متكاملة للإدارة المدرسية، حيث تتضمن فرص نوعية مثل تحسين دقة القرارات المدرسية عبر أنظمة تحليل بيانات فورية ورفع كفاءة العمل الإداري وتقليل الجهد البشري.
كما أشارت إلى تعزيز التواصل مع أولياء الأمور وإنشاء قناة مفتوحة لمشاركتهم في صنع التحسين، وترسيخ ثقافة الابتكار وتحويل المدرسة إلى بيئة تعليمية رقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي. وأوضحت أنه هناك تحديات تتطلب استعداداً منظماً ومنها الحاجة للتدريب المستمر على الأدوات المستحدثة.
مواد متعلقة
المضافة حديثا