علياء عبدالسلام: إماراتية تتخطى المستحيل في سباقات الفورمولا 4
السبت 19 يوليو 2025 - 03:55 ص

في عرض البحر حيث تلتقي زُرقة المحيط بالأفق، وتصدح أصوات محركات القوارب، وُلِدت قصة الإماراتية علياء عبدالسلام، وسط أمواج السباقات. لقد اختارت أن تصوغ مسار الرياح ومعنى الطموح في سباقات الزوارق السريعة الفورمولا4. وفي مجال كان يحتكره الرجال لفترة طويلة، شقت علياء طريقها بثقة وشغف لتصبح أول إماراتية تحمل رخصة قيادة للزوارق السريعة، وبهذا كتبت صفحات من البطولات وسط أمواج المحيط، معلنة أن طموحها لا يعرف حدودًا.
كانت صدفة في النرويج هي التي قادت علياء لاكتشاف شغفها بسباقات الزوارق السريعة. بعد تتبعها لأحلامها، وصلت إلى تتويجات ومسابقات عالمية. وتروي علياء: بعد رؤية والدي الذي شارك في التسعينيات، أصبحت مهتمة برياضة الزوارق السريعة. كما أن والدي كان منظماً لكأس العالم وكأس رئيس الدولة في هذا المجال. نشأت على مشاهدة سباقاته، ما زاد من حماسي للمجال. كنا نسافر إلى النرويج كل صيف، وفي إحدى السفرات انضممت لمعسكر وبدأت قيادة الزورق بدون خوف واندفعت داخل هذا العالم بعد وضع خطة لتنمية موهبتي.
وأضافت علياء: عندما عدت إلى الإمارات، بدأت تدريبي في نادي أبوظبي للرياضات البحرية واتحاد الإمارات للرياضات البحرية، حيث قدموا لي كل الدعم اللازم، مع توجيهات والدي الذي قدم لي العديد من النصائح الثمينة مثل استشعار الماء وتحديد اتجاه الرياح في السباق. وقبل الحصول على رخصة القيادة، خضعت لاختبارات متنوعة، تضمنت القدرة على استعادة التوازن بعد قلب الطراد واختبارات أخرى تتعلق بالسلامة مثل حماية الرقبة واستخدام الراديو وحزام الأمان والخوذة.
تتطلب هذه الرياضة البحرية لياقة بدنية قوية، وتقوم علياء بالتدريبات اليومية التي تشمل التمارين الرياضية في النادي للتأكد من قوتها البدنية وخاصة القوة في اليدين والأكتاف، إضافة لتدريبات الكارتينج التي تعزز مهارات القيادة السريعة. تشارك في تدريبات مكثفة تصل إلى أسبوع قبل أي سباق.
على الرغم من أن هذه الرياضة كان يحتكرها الرجال، تمكنت علياء من دخول المضمار بكل ثقة. وكانت ترى رياضة الزوارق السريعة مجالاً مغريًا لحمل تحديات إثبات الذات. أشادت بالدعم الذي تحظى به المرأة الإماراتية من القيادة ومن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك. ووجهت نصيحة للشابات الإماراتيات بتطوير مواهبهن دون خوف، وتحقيق الإنجازات رغم الصعوبات.
وأوضحت علياء أن الفورمولا 4 تعد من السباقات الآمنة نسبيًا، حيث تتراوح السرعة بين 120 و130 كيلومترًا في الساعة، بينما تصل سرعة الفورمولا 2 إلى 190-200 كيلومتر في الساعة. العديلية الأكبر بالنسبة لها كان الخوض في السباق لأنها تختلف عن التدريبات. وأكدت على أهمية إجراءات السلامة.
تطمح علياء لرفع اسم الإمارات عالياً في المحافل الدولية، وتؤمن أن المرأة الإماراتية برهنت على إمكانياتها وقدراتها في مختلف المجالات. وتعمل على دراسة تخصص جديد يرتبط بعالم السباقات والزوارق بعد أن حصلت على درجة في علم النفس.
قامت بتمثيل الإمارات في النرويج العام الماضي، وحققت المركز الخامس دون ارتكاب أي أخطاء، وفي مواجهة تسعة متسابقين رجال. شاركت بعد ذلك في سباقات محلية في أبوظبي وخورفكان وتعلمت الكثير منها. الآن تستعد لتمثيل الإمارات في البطولة الإسكندنافية في النرويج في الثامن من أغسطس، وبطولة العالم للفورمولا 4 في إيطاليا في 13 سبتمبر.
تُقام السباقات المحلية في شهري نوفمبر وديسمبر بسبب الطقس، بينما تُنظم بطولات أوروبا في الصيف. وضحت علياء أن التحديات تتفاوت بسبب اختلاف المناخ وقوة الرياح من بحر لآخر.
عبّرت علياء عن شكرها لمبادرة مبادلة على ضمها لبرنامج مبادلة للتميز الذي يدعم الموهوبين، وأشارت أنه يمثل لها دافعًا كبيرًا لتحقيق طموحاتها وكسب ثقة المؤسسات العالمية، وبعدها تأمل تمثيل الإمارات في المحافل المحلية والدولية.
ختاماً، عبرت علياء عبدالسلام عن حبها لسباقات الفورمولا 4 التي ورثتها من والدها الذي شارك في التسعينات، وأكدت أهمية الخضوع لاختبارات تنوعت بين قلب الطرادات وسرعة التصرف.
مواد متعلقة
المضافة حديثا