الملل مفيد للدماغ والأعصاب: نصائح الخبراء للتعامل معه
الخميس 05 يونيو 2025 - 07:39 م

بالرغم من أن الكثيرين يعتبرون الملل حالة سلبية ومزعجة، إلا أن الأبحاث توضح أنه قد يحمل فوائد غير مرئية في بيئة حياتية مملوءة بالمحفزات والانشغال المستمر. يعتقد علماء من جامعة "سن شيان كوست" الأسترالية أن الملل ليس مجرد شعور بالفراغ أو الانفصال عن الواقع، بل هو إشارة دماغية تعكس تراجع الاهتمام وغياب التحفيز الذهني.
الملل عمومًا يُعرّف بأنه صعوبة في الحفاظ على الانتباه أو الاهتمام بنشاط معين، ويعتبره الغالبية حالة سلبية ينبغي تجنبها. عند الشعور بالملل، تنخفض أنشطة الدماغ المتعلقة بالانتباه والتنفيذ، بينما تنشط شبكة الوضع الافتراضي المسؤولة عن التفكير الداخلي.
هذا التحول يوضح كيف يستخدم الدماغ الملل لإعادة التوازن وتوجيه الطاقة الذهنية نحو الداخل. تشارك في هذه العملية مناطق دماغية تلتقط الإشارات الداخلية، واللوزة الدماغية التي تعالج العواطف السلبية، والقشرة الجبهية المسؤولة عن اتخاذ القرارات.
في المقابل، نمط الحياة الحديث المعتمد على السرعة والانشغال الدائم يشكل تحديا للجهاز العصبي. التحفيز المستمر يؤدي إلى استنزاف الجهاز العصبي الودي، مما يزيد من خطر القلق واضطرابات المزاج عند حالة "اليقظة المفرطة". في هذه الحالة، يصبح الملل وسيلة لاستعادة التوازن العصبي وتهدئة الجهاز العصبي.
تشير دراسات منشورة في "ساينس ديلي" إلى أن الجرعات المعتدلة من الملل توفر فرصًا لتعزيز الإبداع وتنمية الاستقلالية الفكرية وكسر الاعتماد على التحفيز الخارجي المستمر، لاسيما المتعلق بالإفراط في استخدام الأجهزة.
يمكن القول بأن منح أنفسنا الفرصة للملل يعيد ربطنا بذواتنا ويوفر مساحة ذهنية للتفكير العميق وتنظيم المشاعر. في زمن تزداد فيه مستويات القلق عالميًا، يصبح التوقف والفراغ لحظات ضرورية لإعادة الشحن الذهني والعصبي. احتضان لحظات الملل ليس ترفًا بل حاجة عصبية ونفسية في عالم دائم المطالبة بانتباهنا.
مواد متعلقة
المضافة حديثا