ترامب يعلن بدء معركة وطنية ضد المخدرات في الولايات المتحدة

الأحد 07 ديسمبر 2025 - 05:38 ص

ترامب يعلن بدء معركة وطنية ضد المخدرات في الولايات المتحدة

منى شاهين

اختتم الرئيس الأميركي دونالد ترامب اجتماعه النهائي مع الحكومة لهذا العام بإعلان مهم بشأن النصف الغربي من الكرة الأرضية. حيث أكد: "أي دولة تنتج المخدرات وترسلها إلى الشوارع الأميركية ستكون هدفًا لهجوم".

ظهر ترامب في إعلانه وكأنه يندفع نحو استخدام القوة العسكرية دون تفكير كبير. بدأ التهديد بفنزويلا، ثم كولومبيا، وأعلن في النهاية تهديدًا عامًا شديد اللهجة.

صرح ترامب عن العمليات المستمرة ضد القوارب المشبوهة بالقرب من فنزويلا: "أريد القضاء على تلك القوارب، وإذا لزم الأمر، قد نهاجم على الأرض، وليس فقط في البحر". وأضاف بسخرية: "كولومبيا، التي تصنّع الكوكايين، حسناً! يبيعونه لنا. نحن نُقدر ذلك كثيرًا". واختتم بقول: "أي شخص يفعل ذلك، ويبيعه في بلدنا، معرّض للهجوم".

تحدث ترامب عن التهديدات بشكل عفوي خلال حديثه، لكن هذا لم يمنع من جديتها. كان ترامب أول من يقترح خلال حملته استخدام الجيش ضد عصابات المخدرات. وفعلاً نفذ هذا الوعد بإرسال حاملة الطائرات "جيرالد فورد" للمنطقة الكاريبية.

وعلى الرغم من أن الإدارات السابقة تعاملت مع المخدرات كمسألة شرطية، إلا أن ترامب أمر بشن ضربات عسكرية، ما أدى إلى إغراق نحو 22 قاربًا وقتل 83 مهربًا مشتبهاً فيهم على الأقل.

قالت متحدثة باسم البيت الأبيض: "أي زعيم أجنبي يختبر تهديدات ترامب يثبت مدى حماقته. وَخلال حملته، وعد بمحاربة "الكارتلات"، وهو الآن يطبق ذلك".

في أميركا الوسطى والجنوبية، تجارة المخدرات واسعة الانتشار. وفقاً لتقرير الخارجية الأميركية، هناك أكثر من 12 دولة متورطة، بدءًا من بليز إلى المكسيك. فالسؤال هنا، كم من هذه الدول تتعرض للهجوم؟

وبينما في بعض الدول توجد عمليات مخدرات، إلا أنه يوجد "تعاون قوي" مع الولايات المتحدة لوقف تدفق المخدرات. يقول روبيو بأنه لا يوجد هذا التعاون مع قوارب المخدرات، خاصة في فنزويلا.

يبدو أن الرئيس ترامب يسعى إلى إنشاء قاعدة جديدة، بدعوة الجمهوريين للتركيز على الوطن ونصف الكرة الأرضية بدلاً من مراقبة العالم بأسره. يلقي هذا الرأي الدعم داخل الجناح الغربي، حيث يشدد على أهمية التركيز الأميركي على الأميركيتين بدلاً من التدخلات الخارجية.

ومع أن ترامب تحدث من منطلق التركيز على الأميركيتين، إلا أن بعض اليمينيين قلقون من أن هذا يعني المزيد من التدخلات الأجنبية. وقد يترتب على ذلك تغيير للنظام جنوب الحدود الأميركية.

ورغم حديث الإدارة المتكرر حول الحرب ضد المخدرات، بيد أن البيت الأبيض لم يطلب من الكونغرس صلاحيات إضافية. خاصة بعد تقارير عن ضربة وقعت على قارب مخدرات ثاني.

يبدو أن ترامب يلعب لعبة جيوسياسية مع فنزويلا، حيث يتهم مادورو بالضلوع في تجارة المخدرات. ويعتبر البيت الأبيض نظام مادورو غير شرعي، على الرغم من التواصل بين القيادة الأميركية والفنزويلية.

القوارب تستمر في الإبحار، والجيش الأميركي مستمر في ضربها. ورغم دعم الجمهوريين لهذه العمليات، إلا أن تعريض أمريكا الجنوبية والخطر المحدق بها يمكن أن يزعج أقوى الصقور.

«الكارتلات» كانت دائمًا مصدر قلق للإدارات الأميركية، والجهود المكثفة لمكافحة المخدرات باءت بالفشل حتى الآن.


مواد متعلقة