تحذير: امتلاك الأطفال لهاتف ذكي قبل 12 عاماً خطير

الإثنين 01 ديسمبر 2025 - 06:48 م

تحذير: امتلاك الأطفال لهاتف ذكي قبل 12 عاماً خطير

زينة خلفان

يعتبر تحديد العمر الملائم لمنح الطفل هاتفاً ذكياً أمراً محيراً للكثير من الآباء والأمهات. في حين يطالب الأطفال بإلحاح للحصول عليه، يحذّر الخبراء من عواقب الاتصال المستمر. مع ذلك، تظهر بيانات جديدة تدعم تأجيل هذا القرار.

دراسة نُشرت في مجلة طب الأطفال أظهرت أن الأطفال الذين حصلوا على هاتف في سن 12 عاماً كانوا عرضة أكثر للاكتئاب والسمنة وقلة النوم مقارنةً بمن لم يحصلوا عليه.

الباحثون حللوا بيانات لأكثر من 10500 طفل من دراسة حول التطور المعرفي لدماغ المراهقين في الولايات المتحدة. هذه الدراسة تعد الأكبر من نوعها وتهدف لفهم تطور الدماغ لدى الأطفال.

النتائج أظهرت أن الأطفال الذين حصلوا على هواتف ذكية قبل سن 12 عاماً كانوا أكثر عرضة لمشاكل النوم والسمنة. كما وجد الباحثون أن الأطفال الذين لم يحصلوا على هاتف في سن 12 وأعطوا هاتفاً بعد عام، تعرضوا لمشاكل صحية نفسية وقلق أكثر مقارنة بمن لم يحصلوا على هاتف أبداً.

وفي هذا السياق، يشير د. ران بارزيلاي، الطبيب النفسي للأطفال والمراهقين، إلى أهمية التفكير في الهاتف كشيء حيوي لصحة الطفل وضرورة اتخاذ القرارات بناء على ذلك.

الدراسة تسلط الضوء على الارتباط بين الجوانب السلبية من استخدام الهاتف الذكي في فترة المراهقة وليس علاقة السبب والنتيجة. وتشير إلى أن الهواتف الذكية قد تجعل الشباب ينفقون وقتاً أقل في التواصل الاجتماعي، ممارسة الرياضة، والحصول على قسط كافٍ من النوم.

المراهقة تعتبر فترة حساسة، ولأي تغييرات في الصحة النفسية أو النوم تأثيرات طويلة الأمد ودائمة، لذلك من المهم النظر في تأثيرات استخدام الهواتف.

الدراسة ليست لإحراج الآباء الذين سبق لهم منح أطفالهم هواتف، ولكنها تشير إلى أن الأطفال في سن 12 ليسوا أنفسهم مثل الأطفال في سن 16، مؤكدة أن العمر يلعب دوراً مهماً.

منظمة "بيو" أوضحت أن الأغلبية العظمى من المراهقين الأمريكيين يمتلكون هواتف ذكية. وهذا يتماشى مع نتائج الدراسة التي وجدت أن الأطفال حصلوا على هواتفهم بمتوسط عمر 11 عاماً.

جاكلين نيسي حذرت من أن الدراسة لا تثبت أن الهواتف الذكية تسبب ضرراً مباشراً، لكنها قد تدفع الآباء لتأجيل منح الهواتف لأبنائهم لأطول فترة ممكنة.

نيسي تشجع مقدمي الرعاية على الاعتماد على حدسهم وعدم الانتظار حتى الحصول على أدلة دامغة، مع التشديد على أهمية مراقبة استعداد الجميع لاستخدام الهواتف الذكية بما في ذلك الآباء.

إعطاء الأطفال الحق في الوصول إلى الإنترنت يجب أن يكون بحذر لأنه محفوف بالمخاطر، وضرورة وضع ضوابط لهذه العملية الهامة.

الآثار السلبية للهواتف الذكية على النوم تظل محط نقاش بين الباحثين، لكن معظمهم يتفقون على منع الهاتف الأطفال من الحصول على قسط كافٍ من النوم.

د. جيسون ناجاتا، طبيب أطفال أشار إلى دراسة عام 2023 أكدت أن 63% من الأطفال بين 11 و12 عاماً يملكون أجهزة إلكترونية في غرف نومهم.

وأشار إلى أن 17% منهم استيقظوا بفعل إشعارات الهاتف في الأسبوع الماضي، مؤكداً أن إزالة الهاتف من غرفة النوم ليلاً قد يخفف من آثار الهواتف الذكية.

التحدي هنا هو في قدرة العائلات على التعاطي مع هذه المشكلة خاصة عند تقديم هواتف للأطفال للمرة الأولى ومدى تعقيد الأمور بالنسبة للعائلات التي منحت أطفالها هواتف بالفعل.


مواد متعلقة