المهندسة سارة تحول بصمات الصوت إلى مجوهرات تلامس المشاعر

الأحد 13 يوليو 2025 - 06:35 ص

المهندسة سارة تحول بصمات الصوت إلى مجوهرات تلامس المشاعر

ليلى زكريا

في تقاطع مدهش بين الروحانية والفن، تظهر تجربة استثنائية للمهندسة سارة الحربلي، التي ابتكرت طريقة لتحول أصوات القراءة إلى تصاميم فنية مذهلة. بالاعتماد على الذبذبات الصوتية، تقدم سارة قطعاً رائعة من المجوهرات، تجمع بين العذوبة وروحانية الآيات القرآنية. يستخدم مشروعها برنامجاً لاستخراج الموجات وتحويلها إلى تصاميم من الذهب، ترافقها رابط إلكتروني يمكن من خلاله الاستماع إلى الآيات المستوحاة منها.

عبرت سارة في حديثها لـ "الإمارات اليوم" عن مسيرتها المهنية قائلة: "درست الهندسة المعمارية، والبداية كانت في تصميم المدن. خلال جائحة كورونا، أطلقت علامة تجهيزات الأثاث (تجريد)، وبدأت أتخيل تحويل الموجات الصوتية إلى تصاميم متماهية مع الفن الإسلامي، من هنا نشأت الفكرة".

وأضافت: "استلهمت التصاميم من التلاوة القرآنية، وبدأت باللوحات الجدارية. لكن مع الوقت شعرت بأن الناس ترغب في حمل هذه القطع كهدية فاخرة، مما دفعني للعمل مع مصممة المجوهرات سمية بكار لإنجاز هذه الفكرة".

كانت هناك تحديات كبيرة في تحويل الخطوط الصوتية إلى قطع مجوهرات صغيرة. تؤكد المهندسة سارة أن القيود المتعلقة بحجم القطع كانت تحدياً، حيث يجب تقليل الكلمات بينما تبقى معبرة، كاستخدام كلمة "الرحمن". في بعض القطع، يُمكن إدراج سورة كاملة، مما يؤثر على تفاصيل الموجات.

بينت سارة أنها حرصت في تقديم الموجات الصوتية بشكل متقن، حيث أدخلت تشكيلات وألماس كعناصر جمالية إضافية تدل على الحروف ذات النقاط. وأكدت أهمية الحفاظ على سماكة المناسب، خصوصًا في الأطراف لمنع الكسر.

اختارت سارة صوت القارئ عبدالباسط عبدالصمد، وذلك لجودة ونقاء تسجيلاته، مما يسهل تحويلها إلى موجات بجماليات متعددة. وقد أطلقت مجموعتين من الذهب بأسماء "آيات 1" و"آيات 2"، أظهرت كل منها بأسلوب مختلف كيف أن الموجات الصوتية تعطي كل قطعة إطارها الفريد.

تقول سارة: "الإلهام من معاني الآيات يُحدث تغييراً في التصميم، ما يضيف بعداً ثقافياً وروحانياً". وتشكر زميلتها سمية بكار على دعمها في الأمور الفنية كتعليق القطع وتنسيق الألماس.

وبعيداً عن مجال المجوهرات، تبرز قصة أخرى في عالم الأثاث. سارة الحربلي كانت قد بدأت بتطوير تصاميم أثاث مبتكرة، مستخدمة مواد مميزة كالمعدن والرخام. ركزت على التسويق الإلكتروني والمعارض في دبي، حيث عرضت تصاميمها في متاجر متعددة بالإمارات.

سارة الآن تعمل على مشروع لمكتب طيران، يعتمد على تسجيل أصوات الرحلات الجوية من الإقلاع إلى الهبوط. تسعى في هذا المشروع لتحويل الأصوات المتنوعة إلى عمل فني فريد يخلّد تجربة الطيران.

تقول: "يمكنني اللعب بأشكال الموجات، فهي لا تحتاج أن تكون مستقيمة، بل ممكن أن تأخذ شكل خط السير للطائرة، مما يضيف أبعادًا جديدة للإبداع الفني".

تتلخص رؤية سارة الحربلي في تقديم الإعجاز القرآني بشكل فني يحمل سمات الفن الإسلامي، وتعبر عن طموحاتها لتوسيع مجالها بالإبداع.


مواد متعلقة