متقاعدون إماراتيون يحولون الشغف والعطاء إلى نجاحات في العمر الذهبي

عندما يفكر كثير من الناس في التقاعد، يرونه نهاية لمشوار العمل وبداية لفترة من الراحة والسكينة. لكن بالنسبة لبعض المتقاعدين الإماراتيين، كانت هذه الفترة بداية لحياة مهنية جديدة مليئة بالشغف والإبداع. أكد هؤلاء لـ«الإمارات اليوم» أنهم حصلوا على وقت ثمين لم يكن يتوقعونه لتحقيق أحلام كانوا قد أجلوا تنفيذها بسبب ضغوط العمل والتزاماته.

تعددت قصص نجاح الإماراتيين في فترة التقاعد. من شغف جمع السيارات الكلاسيكية إلى ريادة الأعمال في العقارات، وصولاً إلى محاولة نشر رياضة غير مشهورة بين الناس. هؤلاء المتقاعدون يرون أن التقاعد بداية لفصل جديد من النشاط والإنجاز والعطاء.

بدأ محمد حسن الطاهري، المتقاعد من شرطة دبي، حياته المهنية الجديدة من خلال شغفه بجمع السيارات الكلاسيكية، وخاصة سيارات المرسيدس. امتلك 27 سيارة كلاسيكية ويعتبر هوايته جسراً ثقافياً وتراثياً للتواصل مع المجتمع وإلهام الآخرين.

يقول الطاهري: "الحركة بركة، والعمل والاجتهاد مفاتيح النجاح. التقاعد ليس للاسترخاء، بل فرصة لاستثمار المواهب والخبرات المكتسبة".

محمد سلطان بن ثاني، الذي بدأ عمله في التسعينات، يُعتبر أحد أبرز الإعلاميين في دبي اليوم. حول تجربته الصحفية إلى محتوى يجذب الانتباه على السوشيال ميديا عن طريق توثيق حياة دبي وقصص أهلها باحترافية وعفوية.

يقول بن ثاني: "لم يكن التقاعد نهاية لطموحي بل بداية جديدة لتحويل شغفي لتوثيق قصص الناس إلى رسالة وطنية تعبر عن روح الإمارات".

أما أحمد ناصر لوتاه، فقد استثمر خبرته في مجال العقارات بعد تقاعده. يقول: "بدأت العمل الخاص لتحقيق طموحات أكبر، ولم أندم على التقاعد المبكر، لأنني آمنت بقدرتي على النجاح في مجال جديد".

خميس خميس البلوشي، بعد سنوات من العمل الحكومي، أسس رياضة "التوجه بالبوصلة" بعد التقاعد، ونشر ثقافتها بين مختلف فئات المجتمع. يواصل جهوده لجعل التقاعد فترة من الإنجازات والابتكار.

الدكتور منصور أنور حبيب يؤكد أن التقاعد ليس نهاية العطاء بل محطة لبداية جديدة. يشير إلى أهمية استثمار التقاعد في تقديم الاستشارات أو الانخراط في العمل التطوعي لتحقيق التوازن النفسي والاجتماعي للمتقاعد.

هذه القصص تؤكد أن التقاعد يمكن أن يكون بمثابة ولادة جديدة وفرصة لاكتشاف المواهب وتحقيق النجاحات في ميادين جديدة لم يكن الفرد قد خاضها من قبل.