رحلات برية تنافس أسعار الفنادق الفاخرة وتفوقها في التكلفة
الأربعاء 03 ديسمبر 2025 - 02:33 ص
تُعد رحلات البر في الدولة مجالًا يتغير بشكل مستمر، حيث باتت تختلف عن بساطتها التقليدية ومستوى هدوئها الذي عُرفت به. الآن، أصبحت هذه الرحلات أقرب إلى الفعاليات المنظمة المحملة بالإضاءات وعربات القهوة والبوفيهات، مع استخدام تقنيات التصوير لنشر المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي.
أشار مرتادو البر إلى أن الطابع الصحراوي الذي تعرفه الأجيال أصبح يتراجع أمام موجة من المظاهر الفاخرة والمبالغات، مما أثر على الهدف الأصلي للرحلة وهو التواصل الأسري والهدوء.
وقد حذر خبير اقتصادي ومؤرخ في التراث الصحراوي من أن هذه الظاهرة الجديدة أدت إلى طمس الهوية الحقيقية للبر، حيث تحولت الرحلات إلى عروض تستهدف الإنتاج الرقمي بدلاً من الأنشطة التقليدية.
لاحظ الخبراء أن العديد من الأسر والشباب بدأوا في استبدال روح المشاركة ضمن الرحلات الصحراوية بخدمات فندقية متنقلة واجتماعات فاخرة، مما رفع التكاليف إلى مستوى قد يتجاوز أسعار الفنادق والمنتجعات.
الحساب الإلكتروني المتخصص في تجهيز جلسات البرية شهد ارتفاعًا ملحوظًا في الطلب مع بداية الشتاء، حيث تبدأ تكلفة تأجير الجلسة من 900 درهم وتصل إلى 5000 درهم حسب حجم الخيمة وعدد القطع المطلوبة ونوع الديكور.
تشير المعلومات إلى أن الأسر والشباب ينظمون مناسبتهم الاجتماعية في الصحراء، بدءًا من أعياد الميلاد إلى حفلات التخرج، حيث أصبحت الأجواء الشتوية والمساحات الشاسعة تجعل الصحراء خيارًا مثاليًا لهذه التجمعات.
الكثيرون الآن يركزون على التنسيق البصري للرحلات، حيث يهتم الزبائن بأن تكون الجلسة ملائمة للتصوير مع الإضاءة والزينة الخاصة والخلفيات المعدّة.
يتضح أن التحول الحاصل في الرحلات البرية يعكس تغيرًا في سلوكيات الزوار، حيث أصبحت الصورة الجاذبة عنصرًا مركزيًا في الرحلة البرية، مما يعكس تبدّل الثقافة المرتبطة بهذه الرحلات.
يرى البعض أن التغيير الأكثر وضوحًا يتمثل في فقدان الغاية الأساسية، حيث كانت البرية في الماضي مساحة للهدوء والتواصل العائلي، في حين أصبحت اليوم نشاطًا مختلفًا تمامًا.
التركيز على البعد الاقتصادي أظهر ارتفاع التكاليف إلى مستويات لا تنسجم مع مفهوم التخييم التقليدي، إذ بلغت قيمة بعض الجلسات آلاف الدراهم في ليلة واحدة، مما جعلها تفقد طابعها الأصلي.
العلاقة بين الأطفال والرحلات البرية تأثرت أيضًا، حيث كان الجيل السابق يرى في البر فرصة للاستكشاف واللعب، إلا أن الأطفال اليوم مشغولون بالتصوير والتواصل عبر الهواتف.
بينما تظهر المظاهر الحديثة في الرحلات البرية أنها أصبحت جزءًا من ثقافة الجيل الجديد، حيث يحرص العديد من الأسر والشباب على التنسيق البصري والإضاءة الملائمة، والتي تمنح الرحلة طابعًا عصريًا.
التغيير في مفهوم المتعة لدى بعض الفئات أدى إلى تغيير الأذواق، مما يجعل التناغم مع المظاهر الحديثة لا ينفي أهمية الحفاظ على البيئة واحترام قوانين البر.
يرى الخبير الاقتصادي إبراهيم عبدالله أن التغيير الحاصل في الرحلات البرية خرج عن إطار المتعة الحقيقية لهذه الرحلات، حيث تحولت إلى حفلات وبوفيهات مبالغ فيها.
النفقات الحالية للرحلات البرية تعكس سلوكيات استهلاكية غير مبررة، حيث يمكن أن تصل تكلفة الجلسات إلى مستويات مرتفعة تفوق عادةً قيم الشراء المباشر.
رحلات البر التراثية كانت ترتكز على البساطة في التعايش مع الطبيعة، لكن التغير نحو المظاهر الحديثة يؤثر بشكل سلبي على التجربة الحقيقية المستفادة من هذا النوع من الرحلات.
تنبه الخبراء إلى أهمية أن تعود الأسر والشباب إلى جوهر الرحلات البرية وقيمها التربوية والاجتماعية، والتخلي عن التكلف والإسراف في التكاليف غير الضرورية.
التراث الإماراتي يظهر طبيعة الرحلات البرية القديمة التي كانت تعتمد على الحالة الجوية، وتجتمع العائلات في مواقع طبيعية بعيدة عن التعقيدات الحديثة.
تاريخيًا، كانت الرحلات تخطط بعد سقوط الأمطار بمدة، مما يسمح للطبيعة بأن تزهر وتكتسي بالنباتات التي كانت مقصدًا للجميع.
بعض الأفراد يفتقرون إلى الوعي الكافي بثقافة التعايش مع الطبيعة، مما يتطلب تعزيز القوانين والتنظيمات التي تحافظ على البيئة وضمان بقاء الصحراء ملاذاً للجميع.
مواد متعلقة
المضافة حديثا