مؤلف إماراتي شاب: حلمي الكتابة عن أشياء تغيّر العالم

الجمعه 31 أكتوبر 2025 - 03:23 ص

مؤلف إماراتي شاب: حلمي الكتابة عن أشياء تغيّر العالم

ليلى زكريا

بين عبق الحكايات القديمة ووهج الخيال الطفولي، يستمر معرض الفجيرة لكتاب الطفل في تقديم فعالياته. هذا المعرض يوفر للجيل الجديد تجربة تتجاوز الكتب والحبر في فضاء يحتفي بالهوية. الموروث الإماراتي يزين أركان المعرض بشكل معاصر يمنح القيم المروية عبر الأجيال نقلة نوعية جميلة.

في المعرض الذي تنتهي دورته الثانية في الثاني من نوفمبر بمركز دبا للمعارض، كان للطفل الكاتب محمد الكعبي حضور لافت. الكعبي قدم قراءته لقصة "أين اختفت ألعابي؟" التي تحمل رسالة بيئية وتربوية تشجع الأطفال على إعادة التدوير والاستفادة من الألعاب غير المستخدمة، مما يغرس فيهم قيمة الإبداع والمسؤولية.

قال الكعبي لـ"الإمارات اليوم": "لم أصدق أن سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، جلس مع الأطفال ليستمع إلى قراءتي للقصة. كان لحظة لا تنسى توضح دعم القيادة للمواهب الناشئة وتشجيعهم على الإبداع."

وأضاف: "أشعر بالفخر لوصول قصتي إلى هذه المرحلة وأتمنى كتابة أعمال جديدة عن بيئتنا الجميلة." مشاركة الكعبي ألهمت العديد من الكتاب الصغار لإبراز أصواتهم وإثراء المجتمع بقصص مستقاة من بيئتهم وثقافتهم.

وكان لورشة "من ذاكرة الجدات.. الحكايات الشعبية" التي قدمها الباحث خالد الهنداسي حضوراً بارزاً. هذه الورشة استحضرت موروث الخير في قالب قصصي تفاعلي يقرب الماضي من نفوس جيل المستقبل.

أكد الهنداسي أن الحكايات الشعبية ليست مجرد ترفيه، بل وسيلة لنقل القيم الثقافية والتربوية إلى الجيل الجديد. وأشار إلى أن التكنولوجيا قللت من تواصل الأطفال مع الحكايات التراثية، حيث أصبحت شخصيات مثل "سندريلا" أكثر شهرة.

وشدد الهنداسي على أهمية الحكايات في ترسيخ مفاهيم الخير والشر، إلى جانب القيم الأصيلة. واستهدفت الورشة إحياء مفردات ومفاهيم تراثية للجمع بين الجيل الجديد وهويتهم الوطنية.

وجاءت فعالية "سنع المجالس" للتعريف بعادات الضيافة وأسلوب الجلسة الإماراتية التقليدية. فيما استعاد الأطفال من خلال ورشة "جدتي غبيشة" دفء الماضي بتجربة تربوية حملت أبعاداً اجتماعية وثقافية.

في محطة أخرى من المعرض، تناولت ورشة "مدرستي متنوعة" للكاتب محمد النابلسي مفهوم تنوع الثقافات وأهمية احترام الاختلافات. عرض النابلسي تجربة الإمارات في احتضان 200 جنسية في بيئة ملؤها التسامح.

أما في "محطة الابتكار"، فقد جلبت ورشة "رسم الشعر" بين الكلمة واللون إلى الحياة. حيث قام الشاعر محمد المتيم بتحويل قصائد مختارة إلى لوحات فنية رسمها الأطفال بأنفسهم. رسخت هذه التجربة فكرة أن الجمال يُرى كما يُسمع.

استخدم خالد الهنداسي ورشته لتذكير الحضور بأهمية الحكايات الإماراتية. مشيراً إلى أن الأطفال يعرفون حكايات عالمية بينما يجهلون الكثير عن موروثهم الثقافي.


مواد متعلقة