صراع الهويات في كأس إفريقيا: زئير الأسود، بريق النحاس، إرث الفراعنة

الخميس 25 ديسمبر 2025 - 02:50 ص

صراع الهويات في كأس إفريقيا: زئير الأسود، بريق النحاس، إرث الفراعنة

طلال العبدان

تعد ألقاب المنتخبات الـ24 المشاركة في كأس أمم إفريقيا 2025 بالمغرب، مرآة تعكس التنوع الثقافي والجغرافي للقارة السمراء. ففي إفريقيا، لا يُنظر إلى لقب المنتخب كمجرد مسمى تشجيعي، بل هو إعلان عن الهوية الوطنية وربط وثيق بين التاريخ القديم والموارد الطبيعية والقيم المجتمعية التي تميز كل شعب عن غيره.

الرموز التي تشتهر بها المنتخبات تمثل السيطرة على الكائنة بالبيئة الطبيعية، خاصة الكائنات البرية التي تحتل حصة الأسد في الألقاب مثل "أسود الأطلس" للمنتخب المغربي و"الأسود غير المروضة" للكاميرون. أسماء مثل "أسود التيرانغا" تدمج بين القوة والضيافة في السنغال.

تتوسع الرموز لتشمل مفترسات وأخرى مثل "الأفيال" في كوت ديفوار، وهو لقب يشير إلى تجارة العاج في البلاد، و"النسور" التي تحلق في سماء تونس ومالي ونيجيريا. تحول لقب نيجيريا من "النسور الخضراء" إلى "النسور الممتازة" بعد نجاحهم في 1988.

بعض الألقاب تعكس الجغرافيا والتاريخ مثل "الرصاصات النحاسية" لمنتخب زامبيا التي تشير لموردهم الاقتصادي الرئيسي. "نجوم الطائفة" في تنزانيا تعني الوحدة الوطنية ونهر النيل يمنح السودان لقب "تماسيح النيل".

الألقاب أحيانًا تمثل الحضارات القديمة مثل "الفراعنة" لمصر و"قرطاج" لتونس. في زيمبابوي، "المحاربين" يعكسون روح المقاومة للسكان الأصليين. في بنين تم تغيير "السناجب" إلى "الفهود" لإعطاء صورة أكثر رهبة.

في جنوب إفريقيا، ألقاب مثل "بافانا بافانا" تحمل قيمة تجارية، حيث دخل الاتحاد في نزاعات قانونية لتأمين ملكية اللقب وتحويله إلى علامة تجارية بعد انتهاء نظام الفصل العنصري.

الألقاب في كأس أمم إفريقيا 2025 تتجاوز الدور الرياضي لتكون جسراً ثقافياً بين المشجع والقصص والمجتمعات المرتبطة بكل منتخب، ما يجعل المباريات تجسيداً لصراعات الهوية التاريخية الطبيعية.


مواد متعلقة