الذكاء الاصطناعي في معرض أبوظبي للكتاب يعزز المشروعات الثقافية الرقمية

الجمعه 02 مايو 2025 - 07:26 ص

الذكاء الاصطناعي في معرض أبوظبي للكتاب يعزز المشروعات الثقافية الرقمية

مريم صوفان

في ظل التطورات التقنية الحديثة في صناعة النشر، يحظى الذكاء الاصطناعي باهتمام كبير في فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ34، التي تُقام حتى الخامس من مايو الحالي. يناقش المعرض عدة موضوعات تتعلق بتأثيرات الذكاء الاصطناعي على الإبداع والصناعات الإبداعية بصورة عامة والنشر بشكل خاص.

قدم المعرض هذا العام قسم المربع الرقمي الذي يُعتبر جزءاً أساسياً من الحدث، حيث يتم عرض أحدث التقنيات في صناعة النشر. يشمل القسم عروضاً متقدمة وتقنيات حديثة، بالإضافة إلى مشروعات رقمية ثقافية ووكلاء أدبيين. شهد المربع الرقمي العديد من الجلسات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.

من الجلسات البارزة كانت جلسة بعنوان "الثورة الذكية: كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل عالم الكتب"، حيث تم إطلاق تطبيق "وَتّان"، وهو تشات بوت ذكي تم تطويره بالتعاون بين مركز أبوظبي للغة العربية و"نيل وفرات". يمثل هذا التطبيق خطوة مهمة في دعم الابتكار الرقمي في النشر والقراءة.

شهدت فعاليات أخرى جلسة افتراضية بعنوان "مكتبات المستقبل: تعزيز الوصول الرقمي من خلال أوفردرايف"، والتي ركزت على الحلول الرقمية الحديثة لتطوير خدمات المكتبات وتعزيز الوصول إلى المعرفة.

الذكاء الاصطناعي كان محوراً للعديد من الفعاليات المهمة منها جلسة "رفاهية أن تسمو بروحك، وعوالمك الداخلية"، قدمها المفكر الدكتور ديباك شوبرا. تناول فيها البُعد الروحي للذكاء الاصطناعي وأثره في توسيع إدراك البشر.

أكد شوبرا على تحول علاقة البشر مع التكنولوجيا من الاعتماد المادي إلى التأمل في أبعادها الإلهامية والإبداعية، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي يمتزج مع التطورات التكنولوجية لتجسيد الثقافة والفكر، ويغير من طرق التفكير التقليدي.

شهد المعرض مؤتمراً بعنوان "رقمنة الإبداع بداية عصر جديد"، الذي سلط الضوء على دور الصناعات الإبداعية كركيزة أساسية لاقتصاد المستقبل، مع التركيز على تجربة دولة الإمارات في حماية الملكية الفكرية وتعزيز البيئة الرقمية.

أكد الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية أهمية الانتقال من الاستهلاك الرقمي إلى الإنتاج المعرفي، مع إطلاق منصة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لدعم الإبداع.

ناقشت جلسة حوارية بعنوان "التراث والرقمنة: دور التقنية في حفظ التراث" أهمية استخدام التقنيات الحديثة للحفاظ على التراث. تم استعراض تجربة معهد الشارقة في رقمنة التراث الثقافي.

يسعى المعهد منذ تأسيسه قبل 10 سنوات لبناء أرشيف رقمي متكامل يتضمن تسجيلات وصور تاريخية للحفاظ على التراث غير المادي لدولة الإمارات ومنطقة الخليج.

أوضح الدكتور عبدالعزيز المسلم من معهد الشارقة للتراث أهمية التوازن بين استخدام التقنيات الحديثة وحفظ الوسائط التقليدية كالأشرطة والوثائق الأصلية التي تشكل جزءاً من التراث العربي.

أشار المسلم إلى جهود المعهد في المتاحف المتخصصة ونشر ما يزيد عن 100 مجلة وكتاب سنوياً جميعها رقمنتها للوصول إلى الجمهور بشكل أسهل.

الذكاء الاصطناعي يعتبر أداة مهمة تدعم الابتكار الرقمي في عالم النشر والقراءة، ويعزز الفهم الإنساني للذات والعالم في ظل التطورات التكنولوجية المشهودة.


مواد متعلقة