بيئة الشارقة تُطلق دراسة رائدة لرصد تلوث الطيور البحرية بالنفايات في الشرق الأوسط

الخميس 05 يونيو 2025 - 08:32 م

بيئة الشارقة تُطلق دراسة رائدة لرصد تلوث الطيور البحرية بالنفايات في الشرق الأوسط

عبد الله الغافرى

أعلنت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة عن الشروع في أول دراسة بحثية من نوعها في منطقة الشرق الأوسط لمراقبة ابتلاع الطيور البحرية للنفايات الصلبة واللدائن الدقيقة والزيوت، كجزء من برنامج الشارقة للاستجابة لجنوح الحياة البحرية. تم نشر الدراسة في مجلة Marine Pollution Bulletin، مما يمثل تطوراً كبيراً في فهم التحديات البيئية غير المرئية التي تواجه الطيور البحرية في سواحل الدولة والمنطقة.

هذا الإنجاز يكتسب أهمية خاصة مع الاحتفاء بـ"اليوم العالمي للبيئة"، حيث تبرز هذه الدراسة كجهد نوعي يساهم في تسليط الضوء على التهديدات التي تواجه التنوع البيولوجي البحري، وتدعو العالم للتحرك الجماعي لحماية النظم البيئية البحرية من مخاطر التلوث المتزايد.

الدراسة شملت فحص الجهاز الهضمي لـ478 طائراً بحرياً تبعاً لـ17 نوعاً مختلفاً وجدت نافقة على شواطئ الخليج العربي وخليج عمان. النتائج كشفت أن 12.8% من العينات احتوت على نفايات بحرية، منها 11.1% ابتلعت نفايات صلبة و1.7% احتوت على كرات زيتية. البلاستيك كان أكثر المواد شيوعاً في الابتلاع، خاصة من قبل طائر النورس أسود الرأس.

كشفت النتائج أيضاً أن الطيور اليافعة من فصيلة النوارس البيضاء الكبيرة كانت أكثر عرضة لابتلاع النفايات مقارنة بالكبار، ما يدل على هشاشة الصغار أمام التلوث البحري. في عينة مكونة من 20 طائراً، شكلت الألياف الدقيقة 77.8% من اللدائن الدقيقة المرصودة، مما يشير إلى أن مياه الصرف الناتجة عن غسل الملابس قد تكون مصدراً رئيسياً للتلوث.

بالإضافة إلى ذلك، تُظهر الدراسة أن الكرات الزيتية وخطاطيف الصيد تمثل تهديداً فورياً وخطيراً على حياة الطيور. وأكدت رئيسة هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، هنا سيف السويدي، أن هذه الدراسة تؤكد التزام الهيئة برصد وتوثيق التحديات البيئية وفق رؤية حاكم الشارقة، ما يُعتبر إنجازاً علمياً على مستوى الدول والمنطقة.

وأضافت أن الهيئة تحرص على استمرار هذه الجهود البحثية بالتعاون مع الخبراء المحليين والدوليين، لتعزيز مكانة الشارقة كمركز رائد في الدراسات البيئية والحد من التلوث البحري، وزيادة وعي المجتمع بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي البحري. دعت المؤسسات البيئية والعلمية في المنطقة إلى تبني مبادرات مماثلة لدعم استدامة النظم البيئية البحرية في الشرق الأوسط.


مواد متعلقة