طالبات مبدعات يناقشن قضايا المجتمع لتحقيق الازدهار المشترك
السبت 21 يونيو 2025 - 09:55 ص

بين التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، والاعتزاز بالجذور والهوية الوطنية، جاءت مشروعات التخرج التي قدمتها طالبات جامعة زايد، وعرضت في معرض الخريجين لهذا العام تحت شعار "معاً نزدهر"، لتطرح وتناقش العديد من الموضوعات التي تمس المجتمع، مثل الاستدامة والهوية الثقافية والصحة النفسية والضغوط الرقمية.
وقد تم التعبير عن هذه الموضوعات من خلال وسائط فنية متنوعة تشمل الطباعة التجريبية، والأفلام القصيرة، والتصميم المكاني، والمنشآت الفنية، التي سبق عرض بعضها في محافل بارزة مثل مهرجان سكة، ومعرض فنون العالم دبي، ومتحف اللوفر أبوظبي.
وقد مثلت التجارب الشخصية والعائلية للطالبات مصدراً بارزاً لاستلهام أفكار هذه المشاريع، كما هو الحال في مشروع شيخة المرزوقي، طالبة في تخصص التصميم الغرافيكي. وقد استلهمت مشروعها "سويت ميت" من التجمعات العائلية وذكريات الطفولة في خبز الحلويات.
تحدثت المرزوقي عن كيف كانت تقضي وقتاً ممتعاً مع أبناء عمومتها في تحضير الكعك وابتكار وصفات خاصة. ومن هنا نشأت فكرة مشروعها لإعادة إحياء روح الترابط من خلال تجربة الخَبز الجماعي وتقديم مجموعة أدوات تفاعلية لخبز الحلويات.
وأضافت لمسة خاصة من خلال تصميم "جواز سفر للحلويات" يعمل كدفتر يوميات، ما يعكس الطابع العالمي للمشروع. كذلك يشمل المشروع مجموعة من المنتجات الترويجية المكملة.
وفي مشروع آخر مستوحى من ذكريات الطفولة، قدمت مريم محمد جبور، طالبة في تخصص التصميم الغرافيكي، منتجاً تعليمياً يعيد للأطفال الإحساس الملموس بقيمة المال.
وعبّرت جبور عن تجربتها الشخصية في الطفولة حين كانت تقدّر المال وتحرص على ادخاره، وأرادت بواسطة لعبة لوحية وبطاقات تعليمية مستوحاة من عُملة دولة الإمارات، إعادة هذا الشعور إلى الجيل الجديد.
كما صممت حصالة نقود بشكل جمل، بديلاً من الشكل التقليدي، لتعكس الهوية الثقافية. وقالت إن مشاركتها في التحضير للمعرض غيرت طريقة تفكيرها، فهي لم تعمل مصممة فقط، بل كراوية قصص أيضاً.
من جانب آخر، قدمت الطالبة في قسم التصميم الداخلي أميرة رفعت مشروعاً يلبي الحاجة إلى مساحة مخصصة للشباب تمكنهم من تطوير مهاراتهم العملية ضمن بيئة تحاكي واقع العمل.
جاء إلهام رفعت من الصعوبات التي يواجهها الشباب خلال الانتقال من الدراسة إلى سوق العمل، فصممت مساحة تجمع بين الإنتاجية والمتعة، مع تخطيط مدروس يراعي ترابط الطوابق والمساحات المختلفة.
رأت رفعت أن تجربة التحضير للمعرض كانت بمثابة رحلة تطوير فكري وإبداعي، وحرصت على تقديم مشروع يجسد أسلوبها الشخصي في التصميم ويعكس هويتها بصدق.
وفي نظرة عامة على المعرض، أكد أستاذ مساعد بكلية الفنون والصناعات الإبداعية باسم محمد أن مشروعات الخريجين أظهرت وعياً ناضجاً وفهماً عميقاً للتحديات المحلية والعالمية، مع تقديم رؤى تصميمية مبتكرة.
كما تميزت المشاريع بقدرتها على الربط بين الإبداع الفردي والحوارات المجتمعية الكبرى، التي تسهم في تشكيل ملامح دولة الإمارات، ما يعكس وعي الخريجين واهتمامهم بالقضايا المجتمعية والثقافية.
أشارت أستاذ مشارك والعميد المساعد في كلية الفنون والصناعات الإبداعية بجامعة زايد، جانيت بالتو، إلى أن من بين الموضوعات البارزة التي تمت مناقشتها، تلك المتعلقة بإمكانية وصول أصحاب الهمم والحلول التصميمية لدعم الشمول.
كما لفتت إلى أن العديد من الطلاب استلهموا مشاريعهم من العناصر الثقافية والتراثية، حيث أن أحد المشاريع استوحي من تاريخ والد الطالبة في جزيرة دلما وعلاقته بالقهوة، مما يعكس ملامح المكان وتاريخه الثقافي.
مواد متعلقة
المضافة حديثا