للهروب من تكاليف المحامين، قضائيون يلجؤون للذكاء الاصطناعي
السبت 21 يونيو 2025 - 12:34 ص

تُعتبر كتابة المذكرات القانونية من المهام التي تتطلب خبرة ودقة عالية ومعرفة بالقوانين. في ظل التطورات التقنية السريعة، أصبح الذكاء الاصطناعي يشغل مساحة كبيرة في حياتنا، والاعتماد عليه يتزايد، مما جعل كثيرين يستخدمونه للحصول على استشارات قانونية أو إعداد مذكرات دفاع.
ورغم ذلك، يحذر المحامون من خطر استخدام غير المتخصصين لتطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل "شات جي بي تي" و"ديب سيك" في إعداد الوثائق القانونية، وذلك بسبب احتمال حدوث أخطاء قد تؤدي لخسارة القضايا القانونية.
أوضح محامون أن الاستعانة بالذكاء الاصطناعي دون إشراف متخصصين يمكن أن يؤدي إلى أخطاء جسيمة، نتيجة عدم قدرة الذكاء الاصطناعي على التحقق من دقة المعلومات أو التعامل مع خصوصية الحالات القانونية المختلفة.
وأشار المحامون إلى أن الذكاء الاصطناعي قد حقق تقدماً في معالجة البيانات واتخاذ القرارات بناءً على خوارزميات، لكنه لا يستطيع استبدال المحامي البشري في الأمور التفكيرية والميزان بين الحالات القانونية.
قال المحامي سالم الحيقي، إن الذكاء الاصطناعي يمكنه إعداد مذكرات ابتدائية باستخدام نماذج متقدمة، لكن لا يمكن تقديمها كما هي، لأنها تفتقر للفهم العميق للسياق والاجتهاد القضائي.
من المخاطر التي قد يواجهها الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في القانون هي عدم دقة المحتوى وغياب الفهم السياقي، بالإضافة إلى المخاطر المتعلقة بالخصوصية.
أكد الحيقي أن المحامي يتفوق على الذكاء الاصطناعي في التحليل الاستراتيجي وفهم النفس البشرية والترافع، مما يجعل العقل البشري الأفضل.
رأى محامون أن الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي يحمل مخاطر كبيرة، حيث يفتقر إلى العمق والتفاصيل القانونية.
وفي السياق ذاته، قالت المحامية هدية حماد إن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه التعويض عن الخبرة والتواصل المباشر مع العملاء ودراسة الأوراق القانونية.
أكد المحامي سالم عبيد النقبي أن المحاماة مهنة إبداعية تعتمد على العقل البشري ولا يمكن أن يحل الذكاء الاصطناعي مكانها.
وتابع قائلاً: إن تجربة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في إعداد مذكرات الدفاع أثبتت فشلها عالمياً.
أوضح النقبي أن البشر يتمتعون بإبداع لا يمكن محاكاته بنفس الدقة، وأن المحاماة تعتمد على التفكير والإبداع.
شدد محامون على أن الذكاء الاصطناعي يمكنه المساعدة في مجالات مختلفة، لكن يبقى الإشراف البشري ضرورياً للحفاظ على الدقة والخصوصية.
واعتبروا أن استخدام الذكاء الاصطناعي يجب أن يترافق مع تشريعات تنظم استخدامه لمواجهة التحديات الأمنية والخصوصية.
في السياق، أكد "شات جي بي تي" قدرته على إعداد مذكرات قانونية بالمعلومات الأساسية، لكنه أكد عدم ضمان نسبة الربح بسبب العوامل الخارجية وتأثيرات القضاة وقوة الأدلة.
أضاف أنه رغم أنه يمكن إعداد مذكرة قانونية قوية، إلا أن النجاح يعتمد على مستندات وشهادات داعمة للحجج القانونية.
خلص المحامون إلى أن الذكاء الاصطناعي، رغم قدراته، لا يمكنه إحلال مكانة المحامي البشري بالكامل، خاصة في القضايا المعقدة. ووجوده يظل مساعداً غير مكتفٍ لأنه لا يتمتع بسمات العقل الإنساني والإبداع.
مواد متعلقة
المضافة حديثا