افتتاح متحف زايد الوطني بجزيرة السعديات في ديسمبر القادم
الخميس 10 يوليو 2025 - 04:43 م

من المقرر أن يفتح متحف زايد الوطني، المتحف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، أبوابه للجمهور في ديسمبر المقبل، كمرساة ثقافية في جزيرة السعديات، واحدة من أكبر تجمعات الثقافة في العالم بأسره، مما يضيف قيمة كبيرة للمنطقة.
سيُحتفى بهذا الصرح الوطني بإرث القائد المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث يركز على اهتمامه بدعم التعليم والمعرفة، وتعزيز الهوية الوطنية، وحماية التراث الثقافي الذي يعكس عمق التاريخ الإماراتي.
يعكس المتحف رؤية الشيخ زايد الملهمة من خلال معارض تفاعلية، وأبحاث، وبرامج تعليمية وعامة، مستلهمًا القيم الثابتة في قيمه الإنسانية، ويحتوي على ست قاعات عرض دائمة موزعة على طابقين، بالإضافة إلى قاعة عرض للمعارض المؤقتة التي تصور 300 ألف عام من التاريخ الإماراتي.
تضم مقتنيات المتحف مجموعة فريدة من القطع الأثرية التي تأتي من مختلف أنحاء الدولة، بجانب مجموعة من الأعمال المُعارة والقطع المهداة من مجتمعات محلية ودولية، مما يعكس تنوع وثراء التراث الثقافي في الإمارات.
وفقاً لمعالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، فإن المبادرات المستمرة لصون التراث الإماراتي تسير على مدار عقود، وقد أصبحت ملامحنا الطموحة لبناء جسور ثقافية ومعرفية واضحة من خلال المؤسسات المتنوعة في جزيرة السعديات.
وأوضح المبارك أن متحف زايد الوطني يعد إرثاً خالداً للشيخ زايد وثقته بشعبه وإيمانه بأهمية التعليم، التي تسلط الضوء على القيم الكبيرة التي أسساها الوالد المؤسس، وتجعل المتحف أكثر من مجرد مكان لحفظ التاريخ، بل هو أيضاً رمز ومعلم للأجيال القادمة ليحكي قصة وطن.
أدرك الشيخ زايد رحمة الله عليه أهمية فهم الماضي لبناء مستقبل أفضل، وأدى شغفه لهذا الفهم لتراث الأمة إلى إنشاء متحف العين في 1971 وتلتها تأسيس المجمع الثقافي في 1981 في أبوظبي.
تحتوي مجموعة المتحف الحالية على قطع أثرية من عصور متنوعة بما في ذلك الحجرية والبرونزية والحديدية، قد اكتشفها علماء آثار على مدى نصف قرن، مع شواهد مثل نظام الفلج الأقدم واستخراج النحاس في العصر البرونزي.
من بين المعروضات البارزة في متحف زايد الوطني، "لؤلؤة أبوظبي"، واحدة من أقدم اللآلئ الطبيعية، التي تدل على تاريخ الغوص في الخليج العربي والتطور الثقافي للمنطقة، وكذلك "المصحف الأزرق"، ونموذج لقارب "ماجان" القديم الذي يمثل جزءاً من شراكات بحثية للمتحف.
تم تصميم المتحف من قبل المعماري الشهير اللورد نورمان فوستر من شركة فوستر وشركاه، مع التركيز على عناصر مستوحاة من التراث الإماراتي ودمج مفهوم الاستدامة في التصميم الهندسي، مع إذدهار توظيف الهياكل الفولاذية على شكل أجنحة الصقر في احتفال رمزي بالصقارة.
يقدم متحف زايد الوطني تجربة شاملة ومفتوحة للجميع، مسلطاً الضوء على التراث والهوية الإماراتية، ومسهماً ببناء منصة للحوار وتعزيز التفاهم، حيث ستعمل معارضه وبرامجه على إلهام الشباب وإشراك أصحاب الهمم وكبار المواطنين وتمكين البحث العلمي.
يعرض المتحف مجموعات وقصصاً تُمجد الإرث الغني للمنطقة، ويسلط الضوء على دور أبوظبي كمركز حضاري، بما ينعكس في رسالة جزيرة السعديات لتعزيز الحوار الثقافي عبر المؤسسات الرائدة بما في ذلك متحف اللوفر أبوظبي وتيم لاب فينومينا، إضافة إلى متحفي التاريخ الطبيعي وجوجنهايم.
مواد متعلقة
المضافة حديثا