لغز نمش القمر الذي ظهر فجأة يثير تساؤلات العلماء

أعلن فريق بحثي دولي في هذا الشهر عن اكتشاف فوهة صدمية فريدة وغير مسبوقة على سطح القمر. هذا الاكتشاف يضاف إلى سلسلة الفوهات المتزايدة للقمر الطبيعي للأرض.

أُعلن عن هذا الكشف من قبل العلماء الذين يشرفون على الكاميرا المدارية لاستكشاف القمر (LROC) التابعة لوكالة ناسا. جاء الإعلان بعد رصد دقيق لجميع التغيرات الطفيفة على سطح القمر.

وصف العلماء الفوهة المكتشفة بأنها تشبه "النمش" بسبب حجمها الصغير النسبي، حيث يقدر قطرها بحوالي 22 مترا. يُعتقد أنها تشكلت بين عامي 2009 و2012 نتيجة اصطدام جسم غريب بسطح القمر شمال فوهة معروفة باسم "رومر".

لاحظ الباحثون أن الاصطدام نتج عنه قذف مواد لامعة لمسافات بعيدة من مركز الاصطدام، مما أسفر عن تكوين أشعة متفرقة تشبه الانفجارات الشمسية.

الجهود المستمرة لرصد التغيرات على سطح القمر أثمرت عن تسجيل العلماء لأكثر من 200 فوهة جديدة منذ بداية مهمة المسبار المداري في عام 2009.

تتبع هذه الفوهات له أهمية كبيرة في فهم معدلات الاصطدامات وتطور التضاريس القمرية. كما أن لديها دوراً مهماً في التخطيط للبعثات الاستكشافية المستقبلية.

هذا التوقيت أصبح حاسماً للغاية، حيث تشهد السباقات الفضائية تنافساً غير مسبوق وتتسارع الخطط لإعادة البشر إلى سطح القمر، خاصة مع برنامج ناسا "أرتميس" الذي يهدف إلى الهبوط بالقرب من القطب الجنوبي للقمر.

يشير الخبراء إلى أن فهم التفاصيل الأدق على سطح القمر ضروري لضمان سلامة البعثات المستقبلية، حيث قد تُشكل الفوهات غير المكتشفة خطراً على عمليات الهبوط.

بهذا، لا يمثل هذا الاكتشاف مجرد إضافة جديدة لخريطة القمر، بل يعتبر خطوة مهمة نحو فهم أعمق لتطور النظام الشمسي وتمهيد الطريق لاستكشافات فضائية أكثر أماناً في المستقبل.