غضب مكتوم: ضغط الحياة يهدد انسجام الأزواج ويفتح باب الاضطرابات

الخميس 01 مايو 2025 - 12:48 ص

غضب مكتوم: ضغط الحياة يهدد انسجام الأزواج ويفتح باب الاضطرابات

ميساء الشيخ

طالب أطباء ومختصون في مجال الصحة النفسية بإدراج الفحص النفسي كجزء من فحوصات ما قبل الزواج. يأتي هذا الطلب في ظل الوعي المتزايد بأهمية الصحة النفسية في تعزيز استقرار الحياة الزوجية والقدرة على مواجهة التحديات الاجتماعية والضغوط اليومية. يهدف هذا الفحص إلى تقليل الشعور بالعار الذي يرتبط عادة بالأمراض النفسية والتأكيد على ضرورة التعامل الجاد معها.

تم التحذير من أن ترك أحد الزوجين يعاني من أمراض أو اضطرابات نفسية دون مشاركة هذه المعلومات مع شريك الحياة يشكل خطراً حقيقياً قد يهدد استقرار الحياة الزوجية بالكامل. يمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى نشوء توترات وصراعات متكررة، وفي بعض الأوقات قد يؤدي إلى وقوع حالات طلاق.

هناك خمسة أنواع من الاضطرابات النفسية والعصبية التي غالباً ما تبقى خفية وغير مرئية في المراحل الأولى من التعارف أو الخطوبة، والتي تظهر بشكل مفاجئ بعد الزواج. تشمل هذه الاضطرابات: الاكتئاب المزمن، اضطرابات القلق، الوسواس القهري، اضطرابات الشخصية مثل النرجسية والشخصية الحدية، بالإضافة إلى الاضطرابات العصبية مثل طيف التوحد الخفيف.

تروي امرأتان مطلقتان تجاربهما بسبب إصابة أزواجهما بأمراض نفسية، حيث أخفى الزوجان طبيعة هذه الأمراض حتى ظهرت مع الوقت ومع الضغوط الحياتية، مما أدى إلى تعرضهما للضرب أو السوء من زوجيهما السابقين، وانتهى الأمر بالطلاق.

من الناحية الدينية، يشير الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد، كبير مفتين في دبي، إلى أن الأمراض النفسية التي تعتبر جنوناً مطبقاً أو متفرقاً، إذا ثبتت طبياً أو بشهادة الشهود، تعتبر من العيوب التي تخول الطرف الآخر فسخ عقد الزواج. أما العصبيات العارضة بسبب سوء التفاهم فلا تؤدي إلى فسخ العقد لأنها من الأمور الشائعة بين الناس.

تجارب واقعية تعرضها سيدة (ف.إ)، التي تروي حكاية زواجها من شاب كان يعاني من اضطرابات نفسية غير معروفة لها قبل الزواج، مما أدى إلى الانفصال والطلاق بعد أن ظهرت عليه سلوكيات مثل ضعف الشخصية والشك وتقلب المزاج والعنف اللفظي.

تتابع سيدة أخرى (س.م) قصتها، حيث لم تكن على دراية بإصابة زوجها باضطراب ثنائي القطب. بعد مرور أشهر من الزواج، بدأت تلاحظ تغييرات حادة في مزاجه تتراوح بين الفرح المفرط والحزن الشديد، وتبين بعد استشارة الطبيب النفسي أنه مصاب باضطراب يتطلب علاجاً منتظماً. رغم محاولتها دعمه، إلا أن الأمر كان يفوق قدرتها النفسية والجسدية، مما أدى في النهاية إلى اتخاذ قرار بالانفصال.

تشير المعالجة النفسية مريم الحامد إلى أن اضطرابات القلق المزمن ظهرت بين الأزواج بعد الزواج، وأدت إلى سوء الفهم حول سلوكيات مثل العصبية. كما ترى أن التوفيق بين الحق في الخصوصية والإفصاح عن الشؤون النفسية يعد عاملاً مهماً لضمان حياة زوجية مستقرة.

تحدد الحامد خمس علامات تستدعي الانتباه قبل الزواج، مثل التغيرات المزاجية الشديدة، العزلة المفرطة، ردود الفعل غير المنطقية، السلوكيات المتكررة، وصعوبة اتخاذ القرارات البسيطة، وتنصح المقبلين على الزواج بالتواصل الصريح وطلب المساعدة من مختص

حذر الدكتور سيف درويش من إهمال الجانب النفسي قبل الزواج، وأكد تأثير الاضطرابات النفسية على استقرار العلاقات الزوجية. تعتبر اضطرابات الشخصية، مثل النرجسية، من أخطر أنواع الاضطرابات التي يمكن أن تهدد الحياة الزوجية وتؤدي أحياناً إلى انهيارها. هذا يؤكد على ضرورة عدم إخفاء أي اضطراب نفسي قبل الزواج لخلق أساس قوي ومتين للزواج.

يشير الدكتور ميشال ضاهر إلى أن الاضطرابات النفسية والعصبية غير الملاحظة يمكن أن تصبح تحديات كبرى بعد الزواج. بسبب طبيعتها الخفية، ربما تظهر بوضوح أكثر تحت الضغوط اليومية والمسؤوليات المشتركة، مما قد يؤدي إلى صراعات ويهدد الاستقرار الأسري.

يؤكد المحامي سالم سعيد الحيقي أن اكتشاف الاضطرابات النفسية بعد الزواج يتعارض مع مبادئ الزواج ويمكن أن يكون سبباً لإنهاء العلاقة الزوجية وطلب التعويض.


مواد متعلقة