الألياف تكتسح عالم التغذية وتحل محل البروتين تدريجياً

الخميس 20 نوفمبر 2025 - 11:35 ص

الألياف تكتسح عالم التغذية وتحل محل البروتين تدريجياً

ليلى زكريا

يبدو أن المستهلكين في أمريكا الذين اعتادوا على إضافة البروتين إلى الأطعمة المختلفة، من الحبوب إلى الآيس كريم، على وشك اكتشاف موضة غذائية جديدة تتمثل في الألياف. لقد قام الأمريكيون بزيادة استهلاك البروتين على مدار السنوات الماضية، حتى أن شركات كبرى مثل بوب-تارتس وستاربكس تبيع منتجات معززة بالبروتين. ومع ذلك، شهدت المنتجات الجديدة التي تُقدم كأطعمة غنية بالألياف أو تحتوي على ألياف إضافية زيادة ملحوظة هذا العام.

أكد فريق شركة مينتيل لأبحاث السوق هذا الاتجاه، وأوضح أن هناك العديد من مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي التي تحتفي بمزايا الألياف الغذائية، مع مشاركة وصفات لزيادة استهلاكها. كما أن هناك مصطلح جديد (فايبر ماكسينج) يشير إلى محاولات الأفراد للحصول على حصة يومية كافية أو حتى زائدة من الألياف.

صرح رامون لاجوارتا، المدير التنفيذي لشركة بيبسي كو، خلال اجتماع مع مستثمرين أنه يعتقد أن الألياف ستحل محل البروتين في المستقبل القريب. وأضاف بناءً على تقارير وكالة الأنباء (أ ب) أن المستهلكين باتوا يدركون أهمية الألياف والحاجة إليها.

وعلى الرغم من أن البروتين يسهم في بناء العضلات، إلا أن الألياف ليست جاذبة بنفس القدر لأنها عبارة عن كربوهيدرات نباتية لا يستطيع الجسم هضمها. تساعد الألياف في تغذية بكتيريا الأمعاء ونقل الطعام في الجهاز الهضمي، وقالت ديبي بيتيتبان، خبيرة التغذية، أن الناس لا يفضلون الحديث عن هذا الموضوع أثناء تناول العشاء.

هناك نوعان من الألياف: الألياف القابلة للذوبان في الماء والتي تشكل مادة هلامية تغذي بكتيريا الأمعاء، وتوجد في أطعمة مثل الشوفان والبازلاء والتفاح والجزر، والألياف غير القابلة للذوبان التي تسهّل عملية الهضم وتوجد في دقيق القمح والفشار والمكسرات والخضروات.

تشير الدراسات إلى أن الألياف قد تخفض مستويات الكوليسترول، تنظم سكر الدم، وتساعد في فقدان الوزن بسبب قدرتها على إشباع الجوع. كما يُعتقد أنها قد تحمي من أمراض القلب والسكري وأمراض القولون.

صرحت بيتيتبان أن التركيز المتجدد على الألياف ربما يعود إلى استخدام أدوية فقدان الوزن التي تعتمد على هرمون الهضم GLP-1، حيث تبطئ الألياف الهضم طبيعياً. كما أثارت أن الألياف قد لاقت اهتمامًا في سياق الحميات الغذائية الغنية بالدهون.

أوضح ساندير كيرستين، مدير علوم التغذية في جامعة كورنيل، أن الأفراد في الدول الغربية يمكنهم تحسين كمية الألياف في نظامهم الغذائي الذي ينقصه الخضروات والفاكهة.

توصي وزارة الزراعة الأمريكية بأن يستهلك البالغون 14 جرامًا من الألياف لكل 1000 سعرة حرارية يتناولونها. هذه الكمية تعادل 25 جرامًا للنساء و38 جرامًا للرجال يوميًا، في حين يستهلك الأمريكيين حوالي ثلثي هذه الكمية.

ذكر كيرستين أن الأبحاث الأعمق حول منافع الألياف ركزت على استهلاك الأطعمة الكاملة، وليس فقط الأطعمة المعبأة بالألياف المضافة.

وأضاف كيرستين أن تناول الألياف كإضافة قد يختلف عن تناولها كجزء من نظام غذائي غني بالألياف الطبيعية، مثل التفاح الذي يحتوي على 4.8 جرام من الألياف بالإضافة إلى عناصر غذائية أخرى.

مركز مايو كلينك الطبي ينصح بتناول حبوب الإفطار المحتوية على 5 جرامات أو أكثر من الألياف، وإضافة موز أو توت إليها. كما يوصي بتناول خبز يحتوي على 2 جرام من الألياف على الأقل لكل حصة، بالإضافة إلى تجربة حبوب أخرى مثل الأرز البني والكينوا.

ينصح المركز باستخدام الدقيق المصنوع من الحبوب الكاملة عند الخبز بدلاً من القمح الأبيض لتحقيق محتوى أعلى من الألياف.

لا يوجد حد أقصى لمقدار الألياف الذي يمكن أن يستهلكه الفرد، ولكن التناول المفرط قد يسبب غازات وانتفاخ خاصة عند الأكل بسرعة.

تنصح بيتيتبان بزيادة استهلاك الألياف تدريجيًا مع التأكد من شرب كمية كافية من المياه لتجنب الأعراض الجانبية. أيضا، ينصح بتناول الألياف إلى جانب نظام غذائي متوازن يضم العناصر الغذائية الأخرى.


مواد متعلقة