يوم العَلَم: تجديد للولاء والانتماء للقيادة والوطن الإماراتي
الإثنين 03 نوفمبر 2025 - 02:34 ص
في حضرة الكلمات الأغلى على قلب كل إماراتي، من "عيشي بلادي" إلى "نفديك بالأرواح يا وطن"، يتغنى كل قلب يقف أمام هيبة العلم بنشيد يختزل أسمى المعاني التي تعبر عن هذا الوطن المعطاء، في الثالث من نوفمبر (يوم العلم) الذي تتجدد فيه مشاعر الفخر والانتماء تحت راية الاتحاد.
وفي هذه المناسبة الوطنية، تلتقي الناس بمؤلف نشيد السلام الوطني الإماراتي، الدكتور عارف الشيخ، الذي استعاد قصة تكليفه بكتابة كلمات النشيد الوطني وأبرز المحطات التي رافقت تلك المرحلة المفصلية في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال الدكتور عارف الشيخ: "يوم العلم يذكرني بالمؤسسين الأوائل، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، ويحمل اليوم معاني الانتماء للأرض والولاء للقادة، ويرسخ في النفوس قيم الاتحاد والعطاء التي قامت عليها دولة الإمارات العربية المتحدة".
يعود الدكتور عارف بذاكرته إلى عام 1986، عندما تم تكليفه رسمياً بكتابة كلمات النشيد الوطني الإماراتي. آنذاك، كان اللحن موجوداً منذ 1972، من تأليف الفنان سعد عبدالوهاب، الذي وضع لحناً وطنياً يخلو من الكلمات بعد شهرين فقط من قيام الاتحاد.
وتابع الدكتور عارف قائلاً: "استمعت إلى اللحن المسجل على شريط (كاسيت) مرات عديدة لأتمكن من استلهام الكلمات التي تتناسب معه. كنت أخوض مهمة صعبة ومشرفة، إذ كان علي أن أكتب كلمات تعبر عن الوطن والاتحاد والهوية الإماراتية، وتكون خالدة على مر الأجيال".
وأضاف: "في 5 نوفمبر 1986، بينما كانت الساعة تقترب من الخامسة إلا ربعاً مساءً، استحضرت معاني التضحية والإخلاص والمجد، وبدأت أردد مع اللحن كلمات خرجت بإلهام وطني صادق. كنت أكتب من القلب وأشعر أن كل بيتٍ من الأبيات ينتمي إلى تراب هذا الوطن العزيز".
وأشار إلى أن زوجته كانت أول من استمع إلى المسودة الأولى للنشيد، ما زاد ثقته بنفسه وفي العمل الذي كتبه. وفي اليوم التالي، قدمه وزير التربية والتعليم بالإنابة آنذاك إلى مجلس الوزراء، حيث تم قبوله رسمياً كنشيد وطني للدولة.
وبعد اعتماده، وجه الوزير بتسجيل النشيد لأول مرة في إذاعة دبي في السابع من نوفمبر 1986، بأصوات مجموعة من المعلمين وطلبة المدارس. كانت تلك اللحظة من أجمل اللحظات، حين بدأ يسمع كلمات كتبها تتردد في أرجاء الوطن.
وأضاف: "عندما انتشرت كلمات النشيد في المدارس وبدأ الطلاب يرددونها، غمرني شعور لا يوصف. لم أتوقع أن تنتشر بهذه السرعة، وترسخ في قلوب الأطفال الذين كبروا وهم يحملونها رمزاً للفخر والانتماء".
ويستذكر الشيخ موقفاً مؤثراً حين اتصل به قائد عام شرطة دبي آنذاك، ليخبره بأن الأطفال يرددون النشيد بشكل عفوي، وأن الكلمات أصبحت مألوفة في المجتمع، حتى وجه بطباعة 35 ألف نسخة ملونة من النشيد لتوزيعها على المدارس في دبي.
وقال الدكتور عارف: "إن النشيد الوطني الإماراتي أصبح رمزاً مميزاً يحمل معاني الولاء والاتحاد، وقد أشاد زوار الدولة بجمال كلماته وسهولتها وعمقها. فهي كلمات يفهمها الطفل كما يشعر بعظمتها الكبير".
وحول بداياته في عالم الشعر والكتابة، أفاد الدكتور عارف الشيخ بأنه درس في الكتاتيب والمدارس النظامية، وواصل تعليمه حتى نال درجة الدكتوراه. ويؤكد أنه لا يزال حتى اليوم يكتب الشعر بشكل يومي، مستلهماً المناسبات الوطنية والاجتماعية.
وأضاف: "بدأت كتابة الشعر في عمر 10 سنوات، وكانت الشعرا بالنسبة لي رسالة إنسانية ووطنية أعبر من خلالها عن القيم والأفكار والمشاعر، ووالدي كان شاعراً أيضاً، وهو أول من شجعني على الكتابة".
وأكمل: "منذ أن بدأت العمل في وزارة التربية، حرصت على توظيف الشعر في التربية والتعليم. وأرى في الشعر وسيلة لغرس القيم في الأجيال". كما يصف نفسه بأنه متكيف مع المتغيرات، فقد عمل أكثر من 26 عاماً في الإدارة.
وأضاف: "أعتبر نفسي ضمير الأمة، لأن قلمي يعبر عن الوطن وآماله. والنشيد الوطني ليس مجرد كلمات تُغنى، بل هو رسالة تحمل كل القيم والمعاني التي يجب ترسيخها في نفوس الأجيال القادمة، ليظل علم الإمارات عالياً خفاقاً".
الدكتور عارف الشيخ: النشيد الوطني الإماراتي ليس مجرد كلمات تُغنى، بل هو رسالة تحمل القيم والمعاني التي يجب ترسيخها. كلمات النشيد يفهمها الطفل كما يشعر بعظمتها الكبير، لما تتضمنه من قيم وطنية خالدة.
مواد متعلقة
المضافة حديثا