عبدالرحمن راكان: مهندس عبقرية فريق عجمان
السبت 01 نوفمبر 2025 - 04:24 ص
بين المستطيل الأخضر ومقاعد الجامعة، أثبت مدافع عجمان عبدالرحمن راكان أن النجاح لا يُقاس بالمكان، بل بالإصرار والإرادة، وأن الأحلام الكبيرة يمكن تحقيقها حين يمتزج الشغف بالالتزام، والعلم بالطموح.
لم تكن رحلة مدافع عجمان سهلة وهو يحاول أن يوازن بين دراسته الجامعية في الهندسة واحترافه لكرة القدم، لكنه استطاع أن يحقق المعادلة الصعبة، وينال أخيراً شهادة بكالوريوس الهندسة بعد سنوات من الكفاح والتعب.
قال راكان: «تلك السنوات كانت الأصعب في حياتي، لم أعرف طعم الراحة أو الخروج من المنزل طوال السنوات الثلاث الماضية، فحياتي كانت بين الجامعة والتدريبات فقط، ولم يكن هناك وقت لأي شيء آخر».
وأضاف: «في إحدى المراحل فكرت جدياً في ترك كرة القدم التي أحبها منذ أن كان عمري خمس سنوات على الرغم من أن والدي وأبناء عمي جميعهم مارسوا اللعبة وشجعوني عليها، لكن ضيق الوقت وضغط الدراسة كادا يدفعاني إلى الاعتزال، لولا مدرب عجمان الذي تدخّل في الوقت المناسب».
وأشار إلى أن مدرب عجمان منحه إجازة لمدة ثلاثة أشهر في السنة الأخيرة حتى أتفرغ تماماً للدراسة وأداء الامتحانات، وكان ذلك القرار نقطة تحوّل أنقذت مسيرتي في كرة القدم.
وبعد أن تسلّم شهادة التخرج، شعر عبدالرحمن راكان بأن الجهد الطويل لم يذهب هباءً، مؤكداً أن تلك اللحظة كانت أجمل من أي فوز أو بطولة في مسيرته.
وأكمل: «الهندسة علمتني الانضباط والدقة، وكرة القدم علمتني الصبر وروح الفريق، والجمع بينهما جعلني إنساناً أقوى وأكثر توازناً».
لكن قصة راكان لا تتوقف عند حدود التخرج أو الملاعب، فهو يرى أن النجاح الحقيقي هو رد الجميل لدولة الإمارات التي أتاحت له فرص التعليم والرعاية.
وقال: «قررت أن أعمل في المستقبل في وظيفة حكومية، تقديراً للدولة التي ساعدتني على إكمال دراستي، ولا أريد أن أتجه إلى الأعمال الخاصة، لأن خدمة الوطن هي طموحي الأكبر».
ويؤكد اللاعب أن والدته كانت الداعم الأكبر له في رحلته الدراسية والرياضية، تتابع دراسته وتشجعه على التميز حتى صار من المتفوقين دائماً.
وتابع: «وعدت والدتي بأن أواصل مسيرتي في كرة القدم دون أن يؤثر ذلك على دراستي في الهندسة، والحمد لله أوفيت بوعدي».
رغم شهرته كلاعب محترف، يبتسم راكان حين يُسأل عن اللقب الأقرب إلى قلبه، قائلاً: «أحب أن يناديني الأصدقاء والجماهير بلقب (باشمهندس) أكثر من (كابتن)، لأنه يلخّص رحلتي بين الملاعب وقاعات الدراسة».
ووجّه راكان في ختام تصريحاته نصيحة إلى اللاعبين الشبان والناشئين، شدّد فيها على أهمية عدم إهمال الدراسة تحت أي ظرف أو لأي سبب كان، مؤكداً أنه «من دون التعليم لا يمكن لأي شخص أن يحقق النجاح الحقيقي في المجال الذي يحبه ويطمح إليه».
عبدالرحمن راكان:
• المدرب أنقذ مسيرتي في كرة القدم بمنحي إجازة 3 أشهر لأتفرغ تماماً للدراسة.
• قررت العمل في وظيفة حكومية وليس الأعمال الخاصة تقديراً للدولة التي ساعدتني على إكمال دراستي.
مواد متعلقة
المضافة حديثا