حبيب الصايغ: عبقرية في الكلمة وروح طفولية بلا حدود
الأربعاء 29 أكتوبر 2025 - 07:17 ص
مثل طفل يطارد أحلامه بحماس، وشيخ يتأمل الحياة بحكمة الفيلسوف، خط الشاعر الإماراتي حبيب الصايغ ملامح تجربته الإبداعية المليئة بالحياة والفلسفة. تحول على مر السنين إلى مشروع شعري مكتمل، يماثله في الفلسفة والقضايا الاجتماعية والإنسانية. ما جعله من أبرز شعراء الإمارات ومبدعيها.
ظهرت موهبة الصايغ في فترة عصيبة على المستويين المحلي والإقليمي، حيث شهدت موجة من التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. أثرت هذه التغيرات على شعره وبدأت تتجلى في ديوانه الأول الذي خرج للنور عام 1980، ليعلن عن نفسه بصوت شعري متفرد.
بدأ الصايغ مسيرته المهنية في الصحافة عندما لم يتجاوز عمره 15 عامًا. حصل على إجازة بالفلسفة عام 1977 وماجستير في اللغويات والترجمة عام 1998 من جامعة لندن. أثرت دراسته في تكوينه الأدبي، ما منح شعره طابعًا تأمليًا وعمقًا فلسفيًا مميزًا.
كان الصايغ له حضوراً مؤثراً خارج ميدان الشعر، فقد عمل في مجالي الصحافة والثقافة وتقلد مناصب رفيعة. ترأس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات منذ تأسيسه، وأيضاً ترشح شعار الاتحاد العام للكتاب العرب عام 2015، ليكون أول خليجي يترأس المؤسسة.
حظي الصايغ بتكريمات عديدة، منها جائزة تريم عمران و جائزة الدولة التقديرية في الآداب، التي كانت لأول مرة تمنح لشاعر. حصل على جائزة سلطان العويس عن ديوانه وردة الكهولة، لكونه من رواد الحداثة الشعرية في الخليج.
مارس الصايغ تأثيره في تجديد أسلوب القصيدة وإيقاعها. جعلها مرآة نُبصر من خلالها مكابدات الإنسان، مضامينها تتسع للهم الإنساني العام. ساعدت أعماله على إبراز الهوية الشعرية العربية باللغة الحديثة.
قائمة إنجازات الصايغ طويلة، بدأ بكتابة ديوانه الأول عام 1980. وُلد في مدينة أبوظبي عام 1955، وانطلقت مسيرته المهنية وبينما كان مراهقًا في مجال الصحافة.
ترأس اتحاد الكتاب والأدباء الإماراتيين عام 2009، وترشح عام 2015 لمنصب الأمين العام للاتحاد العام وحقق إعجاب الجميع بحكمته.
نال جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2007، وكانت سابقة تاريخية حيث أنها المرة الأولى التي تمنح لشاعر.
توفي حبيب الصايغ في أغسطس 2019 عن 64 عامًا وهو في ذروة عطائه الأدبي، تاركًا أثرًا كبيرًا في مشهد الأدب والشعر الإماراتي.
مواد متعلقة
المضافة حديثا