الشيخ سلطان القاسمي: معلم ثقافي عربي يحتل كويمبرا البرتغالية

الإثنين 06 أكتوبر 2025 - 10:18 ص

الشيخ سلطان القاسمي: معلم ثقافي عربي يحتل كويمبرا البرتغالية

مريم صوفان

أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن مركز الدراسات العربية في جامعة كويمبرا البرتغالية سيوسع آفاق التواصل والتفاعل الثقافي بين العالمين العربي والأوروبي، وسيتيح للمهتمين بالغوص في قيمة ثقافتنا العربية وتاريخها. كما أشار إلى أن الثقافة تحول الحدود الجغرافية إلى جسور حية تربط الشعوب، وأنها تغير طريقة قراءة التاريخ.

افتتح سموه بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي مركز الدراسات العربية ومكتبة جوانينا الرقمية، وأهدى المكتبة "مخطوطة باربوزا" النادرة، كما وقع كتابه الجديد "رحلة بالغة الأهمية" بثلاث لغات. ويُعد المركز الأول المتخصص في تدريس اللغة العربية بالبرتغال ويقيم في إحدى أقدم الجامعات الأوروبية.

قدم المركز خدمات ومصادر عديدة لدعم تعلم اللغة العربية ونشر ثقافتها، والتقى سموه بالطلاب المسجلين فيه مشيدًا بحماسهم لتعلم هذه اللغة الغنية. ويأتي افتتاحه مدعمًا برؤية الشارقة لتعزيز الحوار الثقافي بين الشرق والغرب، وفق رؤية متكاملة.

جامعة كويمبرا، التي تأسست عام 1290، أصبحت مركزًا أكاديميًا هامًا بتأسيس المركز الجديد، والذي يقدم برامج متقدمة لتعليم اللغة وثقافتها، وينظم فعاليات ثقافية تجمع مبدعي العرب مع نظرائهم الأوروبيين، ما يسهم في تعزيز التبادل الثقافي والفكري.

وألقى سموه كلمة في مكتبة جوانينا أكد فيها على علاقته الوثيقة بالتاريخ البرتغالي وعلى جهوده في توثيقه، وتجليات ذلك في بحثه عن مخطوطة باربوزا التي تمثل جزءًا مهمًا من تاريخ المنطقة، بعد رحلة استمرت سنوات.

وأعرب سموه عن إعجابه بنزاهة باربوزا في توصيف الأحداث وتقديره لشعوب المنطقة، موضحًا أن الظروف الصعبة لم تمحو إنسانيتهم واحترامهم للآخرين، وتطرّق إلى تأثير القوى الخارجية السلبي في بعض الأحيان.

سموه أصدر كتاب "رحلة بالغة الأهمية" كي ينقل الأجيال المقبلة وثيقة معرفية توثق الرواية الحقيقية لتلك الحقبة. وأكد أنه ترجمها للحفاظ على أمانة باربوزا في توصيف الأحداث ونقل المكبات بموضوعية.

افتتاح مركز الدراسات العربية يعزز الحوار بين الثقافات ويُمكّن غير الناطقين بالعربية من استكشاف الحضارة العريقة وما تقدمه من فوائد معرفية وفكرية، وتأتي المكتبة الرقمية كنتاج تعاون يحمل بصمة الشارقة في رفع شأن المعرفة والثقافة.

أعلن سموه تقديم "مخطوطة باربوزا" الأصلية لمكتبة جوانينا ضمن إطار حرصه على تقديم الإسهامات الثقافية الرفيعة لدعم الأجيال القادمة في بناء حضارة قائمة على المعرفة والإبداع.

المخطوطة المؤرخة عام 1565 تمثل إحدى أكمل النسخ لعلاقات المنطقة مع القوى المختلفة آنذاك، وسعتها عادت إلى البرتغال كجزء من إرث الجامعة، وتؤكد أهمية التوثيق في رسم معالم الفهم المتبادل بين الشعوب.

أكد د. سلطان القاسمي أن إصدار كتابه كان يهدف ليس فقط لتوثيق التاريخ ولكن لإنصاف شعوب المنطقة، وإبراز قيمتها الإنسانية التي ظلت متغلبة على المصاعب، مع تأكيد أن ثقافتنا قادرة على بناء جسور جديدة بفضل ما تمتلكه من عمق وإبداع.


مواد متعلقة