كيف هو الحال لتشجيع باريس سان جيرمان في مدينة مرسيليا؟

أن تكون من مشجعي باريس سان جرمان في فرنسا يتطلب منك مواجهة العديد من التحديات والأحكام المسبقة بسبب ثراء النادي وهيمنته، وخاصة إذا كنت تعيش في مدينة مرسيليا حيث الخصومة بينهم تتعدى النطاق الرياضي إلى الكراهية الواضحة.

جمهور مرسيليا يتميز بفخره بأن ناديه هو الفريق الفرنسي الوحيد الذي حصل على لقب دوري أبطال أوروبا، وهو الإنجاز الذي حققه عام 1993 ضد ميلان الإيطالي. هذه الذكرى تثير دائماً الحماس والانتماء العميق بين مشجعي مرسيليا.

بعد خيبة الأمل في عام 2020 عندما خسر باريس سان جرمان النهائي أمام بايرن ميونيخ في لشبونة، سيحاول النادي مرة أخرى مواجهة إنتر ميلان في النهائي للحصول على اللقب، هذه المرة في الملعب الخاص ببايرن "أليانتس أرينا".

جمهور سان جرمان موجود في كافة المدن الفرنسية بما في ذلك مرسيليا، ولكنهم غالبًا ما يواجهون الصعوبات في التعبير عن ولائهم في مدينة تعتبر سان جرمان "مفسداً" للكرة الفرنسية وفق رؤية أهل مرسيليا.

مشجعو النادي الباريسي انتقلوا بحماسهم إلى قلب مدينة مرسيليا، ورغم صعوبة التعبير العلني عن انتمائهم، إلا أنهم يحاولون التحدث عن عشقهم لكرة القدم حتى في أجواء يشوبها التوتر.

الشباب من مرسيليا يشعرون بالكثير من الكراهية تجاه باريس سان جرمان، وهذا بغض النظر عن المكانة التي يتمتع بها النادي أو أمواله، حيث توحد الكراهية بين أبناء المدينة، وفقًا لما كشفه أحد الأساتذة.

في بعض أحيان العمل، يمكن أن تجد ملصقات سان جرمان على سلة المهملات، تعبيرًا عن الخصومة، لكن غالبًا ما تكون الأجواء مليئة بالمزاح والسخرية بين الزملاء.

بالنسبة لمحبي كرة القدم في مرسيليا، ارتداء قمصان سان جرمان أو إظهار دعمه يعكس الكثير من التوتر الاجتماعي والسياسي، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.

يصعب على مشجعي سان جرمان في مرسيليا أن يعترفوا علناً بتشجيعهم، وغالباً ما يلجأون إلى الحذر الشديد وعدم المشاركة في الاحتفالات بشكل ظاهر.

حتى من الناحية القانونية، كان هناك محاولات لمنع ارتداء قمصان سان جرمان في الشوارع العامة لتفادي المشاكل خلال المباريات النهائية كإجراء أمني.

تراث كرة القدم في مرسيليا قوي جداً، وحتى أي إشارة لدعم الفريق الباريسي يمكن أن تؤدي إلى موجات من الاستياء بين سكان المدينة ومشجعي فريقها المحلي.

أصبحت المواجهة المرتقبة بين باريس سان جرمان وإنتر ميلان في النهائي موضوعًا حيويًا يثير الجدل بين أوساط مشجعي كرة القدم في فرنسا، لا سيما مع اعتراف بعض الشخصيات البارزة في كرة القدم الفرنسية بدعمها للفريق الباريسي.

مدينة مرسيليا، بما تحمله من تراث ورمزية خاصة بكرة القدم، تشهد أحيانًا فترات من التوتر وحتى المفارقات في مواقف مشجعيها حيال الفرق الأخرى، وخاصة باريس سان جرمان.

الأجواء المتوترة بين مؤيدي الناديين تتسبب في تغيير ديناميكيات التفاعل الاجتماعي بين سكان مرسيليا، كما أن التحفظات على الأنشطة والمصالح الاقتصادية المشتركة بين الأطراف المعنية تظهر في حالات عديدة.