لغتنا العربية: جهود إماراتية رائدة في تعزيز حضورها العالمي

كل عام في 18 ديسمبر، يحتفل العالم باليوم العالمي للغة العربية، وهي مناسبة تذكر الجميع بأهمية اعتماد اللغة العربية كلغة رسمية من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1973. تبرز هذه المناسبة مكانة العربية العالمية ودورها الحيوي في تعزيز التنوع الثقافي حول العالم.

بينما يحتفل العالم بيوم اللغة العربية، تتجلى جهود دولة الإمارات في الحفاظ على اللغة وتعزيز محتواها عبر مبادرات عديدة، منها دعم القراءة ونشر المحتوى العربي. تسعى هذه الجهود إلى ترسيخ حضور اللغة العربية بين المجتمع، وخاصة بين الأجيال الشابة، لمواجهة تأثير العولمة.

من بين أهم المبادرات الرائدة التي أطلقتها الإمارات لتشجيع اللغة العربية تأتي تحدي القراءة العربي، ميثاق اللغة العربية، والمعجم التاريخي، ومبادرة بالعربي. هذه المبادرات تسهم في تعزيز المحتوى العربي وتحفيز الاهتمام باللغة بشكل مستمر.

في الدورة التاسعة لتحدي القراءة العربي، انضمت أكثر من 32 مليون طالب وطالبة من 50 دولة، يمثلون 132 ألفاً و112 مدرسة، بإشراف أكثر من 161 ألف مشرف. يعكس هذا الحجم من المشاركة التزام الدول العربية بتعزيز نشر اللغة العربية والاستفادة منها بين الشباب.

كما بلغت عدد المشاركات في تحدي القراءة العربي أكثر من 927 ألف مشاركة، وشهدت الدورة التاسعة نموًا مذهلًا، حيث ارتفعت بمعدل 795% مقارنة مع الدورة الأولى التي جذبت 3.6 ملايين طالب.

جائزة محمد بن راشد للغة العربية تجسد الالتزام الواضح للإمارات في الحفاظ على اللغة العربية، وترصد الجائزة 2.8 مليون درهم لتعزيز حضور اللغة العربية في الثقافة والمجالات التعليمية والترفيهية.

الجائزة التي حصلت على مشاركة واسعة من الأفراد والمؤسسات حول العالم، شهدت خلال دوراتها التسع نحو 17 ألفًا و200 مشاركة من 90 فائزا، مما يجعلها منصة دولية لتكريم المبدعين وإبراز أهمية اللغة العربية عالميًا.

المعجم التاريخي للغة العربية، الذي أنجزه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، يعد إنجازًا تاريخيًا هامًا يقدم نقلة نوعية في حفظ اللغة للأجيال القادمة عبر توثيق 127 جزءًا، متضمنة أكثر من 14 مليون كلمة من مختلف المصادر.

استلم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في ديسمبر 2024، شهادة موسوعة غينيس للأرقام القياسية لإنجاز المعجم التاريخي باعتباره أكبر مشروع لغوي تاريخي، حيث يتضمن 127 مجلدًا، ويشرف على إعداده فريق كبير متخصص.

حققت قمة دبي الدولية للمكتبات والنشر نموًا كبيرًا في دورتها الثانية في 2025، حيث زادت أعداد المشاركين بنسبة 27.3% مقارنة بالعام السابق، وسط مشاركات دولية بارزة زادت بنسبة 50%، مما يوضح الاهتمام بالعربية.

أعلنت مبادرة أرابيك سكال، والمشهورة بـ"مقياس الضاد"، عن إتمام المرحلة النهائية لاستبيان ميداني لدعم إجادة القراءة، حيث تم تحليل 70 مليون تركيبة وكلمة من 8000 كتاب منوع لتعزيز المحتوى المعرفي العربي.

مركز أبوظبي للغة العربية، أطلق بدوره مهرجان أيام العربية، الذي نال جائزة الشيخ محمد بن راشد عن فئة "أفضل مبادرة لتعزيز ثقافة القراءة"، مؤكداً دور العربية في الثقافة والإبداع والتقدم المجتمعي.

أطلقت الحملة المجتمعية لدعم القراءة تحت شعار "مجتمع المعرفة، معرفة المجتمع"، حيث استفاد منها 57 ألفًا و549 مستفيدًا، متجاوزة الأهداف المحددة بنسبة 115%. تضمنت الحملة أكثر من 250 فعالية بمشاركة 97 جهة.