استاد الكباب: منذ 1978، نكهة لا تُنسى في دبي

الجمعه 31 أكتوبر 2025 - 10:32 م

استاد الكباب: منذ 1978، نكهة لا تُنسى في دبي

ليلى زكريا

في أزقة الفهيدي القديمة، كانت الجدران تروي حكايات دبي الأولى، حيث امتزج عبق التوابل مع دفء الطين. هناك بدأت حكاية محمد علي الأنصاري، التاجر الذي خسر أمواله، ولكنه لم يستسلم. قرر افتتاح مطعم للكباب، لتبدأ قصة نجاح «الاستاد للكباب الخاص» والذي يعد من أشهر مطاعم الكباب في دبي.

بدأ مشروع «الاستاد للكباب الخاص» بشكل عائلي تمامًا. زوجته كانت شريكته في العمل، حيث شاركت في إعداد الأطباق، مما أكسب المطعم شهرة واسعة. وعلى الرغم من بساطة المطعم الذي لم يتغير حتى اليوم، إلا أن جودة الكباب المقدمة جعلت منه وجهة شهيرة في دبي وضمن قائمة أفضل 50 مطعمًا في التطبيقات.

مجيد الأنصاري تحدث مع «الإمارات اليوم» عن تأسيس والده المطعم في عام 1978، حيث بدأ والده محمد علي حياته بتجارة خاسرة. لكنه قرر المضي قدمًا وافتتح المطعم، وكانت والدته تعد الطعام في المنزل. لقد نما المشروع مع مرور الوقت، وزاد عدد العاملين فيه لتحقيق المزيد من النجاح.

عندما بدأت والدة الأنصاري بإعداد الأطباق الخاصة، كانت القائمة محدودة، وتطورت لتشمل أكثر من 15 طبقاً، مثل الكباب والسمك المقلي. وقد اكتسب المطعم شهرة بين التجار في السوق الكبير، مما ساعده في اجتذاب المزيد من الزبائن. الأنصاري أشار إلى دعمه لوالده في العمل، حيث كان يساعده بعد انتهاء يوم العمل.

يعتبر طبق «التيكا بالروب» من أشهر الأطباق، وخصوصًا في فصل الشتاء، حيث تزيد الطلبات على اللحوم للمناسبات العائلية. المطعم يشهد ازدحاماً في أيام معينة، ومر بعدة تغييرات في الاسم، إلا أن النكهة بقيت كما هي منذ البداية.

المطعم جذب العديد من الشخصيات، منها المشاهير والسياسيين. زيارة سمو الشيخ حمدان بن محمد في عام 2017 كانت يوماً مميزاً للأنصاري، وقد زار العديد من الفنانين المكان، مثل عبدالله الرويشد. الكثير من الصور اليوم تزين جدران المطعم، على الرغم من عدم توثيق زيارات الماضي.

سر نجاح الأنصاري برأيه يعود لاحترام الزبائن وتقديم جودة طعام مميزة على مدار السنوات. المنافسة في دبي كبيرة، لكن القدرة على إدارتها بنجاح تتطلب الالتزام والجودة في كل الأوقات. النجاح ليس فقط في الربحية ولكن في التفاني لإرضاء الزبائن.

يتابع الأنصاري عمله في السوق بنفسه يومياً، ويحرص على شراء أفضل المواد الغذائية لضمان الجودة. أدرج المطعم ضمن قائمة المطاعم الأكثر شهرة في «طلبات» نتيجة الجودة والخدمة الممتازة. الحفاظ على الموقع الحالي يمنحه راحة نفسية، فهو يشعر بالاكتفاء بما يقدمه من مردود مالي ومعنوي.

الديكور الفريد من نوعه في «الاستاد للكباب الخاص» يضيف للمكان جاذبية، حيث تُعرض الصور بشكل بارز والعملات القديمة تحت زجاج الطاولات. هذه الديكورات لم تكن لتكتمل لولا مشاركة الزبائن، حيث تلقت من البعض تحف وهدايا تزين المكان.

مجيد الأنصاري يقول: كان والدي يعمل في التجارة وخسر أمواله، لكنه استعاد قواه من خلال مطعم الكباب الذي أصبح نجاحًا مستمرًا. النجاح في المطاعم يبدأ من إسعاد الزبائن وتقديم جودة ثابتة على مر السنوات.


مواد متعلقة