نسبة كبيرة من طلاب الثانوية يختارون تخصصاتهم وفقاً للتكلفة وفرص العمل

الأربعاء 29 أكتوبر 2025 - 12:08 ص

نسبة كبيرة من طلاب الثانوية يختارون تخصصاتهم وفقاً للتكلفة وفرص العمل

عادل جمال

تشير نتائج استطلاع أجرته الإمارات اليوم خلال معرض نجاح أبوظبي للتعليم الجامعي إلى أن 66% من الطلبة يقيمون الرسوم الجامعية وحظوظ التوظيف بعد التخرج عند اختيار تخصصهم الجامعي. وخلال ذلك، شددت دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي على أهمية الإرشاد الجامعي العالي وأشارت إلى تحديات تواجه الطلبة في هذا القرار.

شارك في الاستطلاع نحو 120 طالباً وطالبة، مقدّماً أربع خيارات لأسباب اختيار التخصص: الاهتمامات العلمية، سمعة الجامعة، الرسوم الدراسية، وحظوظ التوظيف. بينت النتائج أن 34% من الطلبة يختارون تخصصهم بعد مناقشته مع عائلاتهم وفقاً للكلفة، مقابل 32% يركزون على فرص العمل، و24% يكون شغفهم وعلمهم هو الدافع الأساسي.

أوضح الطلبة أن القدرة المالية للعائلات تعد عاملاً رئيسياً في قراراتهم بشأن التعليم الجامعي. بعضهم يعمل سنوات عقب الثانوية لاستكمال التعليم الجامعي فيما تتوجه أخرين للجامعات التي توفر رسوم دراسية منخفضة في بلدانهم الأصلية.

تواجه الطالبات تحديات في استكمال التعليم الجامعي بسبب ارتفاع الرسوم الدراسية وقلة الفرص البديلة مقارنة بالطلاب الذكور، مما يجعل الأسر مترددة في إرسال بناتهم للدراسة خارج البلاد وفقاً للطالبات رانيا سعيد وهاجر محمد.

يمثل ارتفاع رسوم تخصصات سوق العمل الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي وأمن المعلومات تحدياً للطلبة المبدعين الذين يعانون من كلفة التعليم العالية، كما تُعوّق هذا الحلم من تخريج خريجين موهوبين في المجالات المهمة وتساهم في إبقاء سوق العمل متشبعاً من خريجي التقليدي.

تبينت الرسوم الجامعية أن متوسط رسوم الساعة المعتمدة لتخصصات مثل الطب والهندسة تكون مرتفعة وتزيد من الضغط على العائلات. يبلغ رسم الساعة المعتمدة في برامج الذكاء الاصطناعي وأمن الفضاء الإلكتروني 1500 درهم، مما يعزز التحديات المادية أمام الطلبة.

أكد د. مراد الرجب من جامعة أبوظبي أهمية الإرشاد الأكاديمي في المدارس لتمكين الطلبة من الاختيار المبني على الميول، مشيراً إلى أن اهتمام العائلات في بعض التخصصات محدود ويقتصر على الأسماء التقليدية مثل الطب والهندسة.

تتطلب علاقة التواصل المحدودة بين المدارس والجامعات تحسينات، حيث إن زيادة الاتصالات والتعاون بين القطاعين من شأنه تمكين الطلبة وذويهم من اتخاذ قرارات واعية بخصوص التعليم الجامعي.

ترى الخبيرة د. فاطمة المراشدة أن التركيز فقط على الكُلفة يحد من إبداع الطالب، وأن الجامعات بحاجة إلى تحفيز وتشجيع الطلبة على اختيار التخصصات بناءً على الشغف. ضعف الاستثمار في العقول قد يحول دون الحصول على خريجين متفوقين في المجالات الدقيقة التي تحتاجها الدولة.

زيادة استقطاب الطلبة نحو التخصصات الحديثة وتطوير ودعم شغفهم يُعَدّ استثماراً في المجتمع بشكل عام. تهدف دائرة التعليم والمعرفة إلى تغذية مثل هذه المبادرات لتعزيز الوعي المهني وأهمية التعليم بعد المرحلة الثانوية للطلبة.

يسعى العمل التعليمي الحالي إلى دعم المدارس لتنظيم نهج إرشادي لفتح مجالات التعليم العالي المستدام، بهدف دعم الطلبة في جميع مراحل التعليم وتسهيل انتقالهم الجماعي والمستمر من التعليم إلى العمل ودورهم في بناء المستقبل.


مواد متعلقة