مضاعفات غير متوقعة تكشف لمرضى عن داء السكري الخفي في غياب الفحص الدوري

الإثنين 08 سبتمبر 2025 - 06:32 م

مضاعفات غير متوقعة تكشف لمرضى عن داء السكري الخفي في غياب الفحص الدوري

ياسر الحمادى

حذر الأطباء من المخاطر الصحية للسكر الخفي أو السكر غير المشخص، معتبرين إياه مرضًا صامتًا يدمر الجسم بصمت قبل أن يعلن عن نفسه. وقد كشف الاتحاد الدولي للسكر أن هناك أكثر من 240 مليون شخص مصابون بهذا المرض دون علمهم، ولا يُكتشف الأمر إلا بعد حدوث مضاعفات خطيرة مثل الجلطات القلبية والدماغية، القصور الكلوي، فقدان البصر، أو حتى بتر الأطراف.

وأشار الأطباء إلى أن معظم المصابين ينتمون إلى خمس فئات رئيسية يمكن اكتشاف إصابتهم مبكرًا لو التزموا بالفحوص الدورية. وتشمل هذه الفئات من تجاوزوا الأربعين عامًا، وأصحاب السمنة، ومن لديهم تاريخ عائلي مع السكري، والنساء اللاتي أصبن بسكري الحمل، والمصابين بارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات الدهون. أكد الأطباء أن الفحص المبكر، خصوصًا عبر تحليل السكر التراكمي، يمكن أن ينقذ حياة المريض ويمنع تطور المضاعفات.

وأكد الأطباء أنهم شاهدوا حالات عديدة لم يعلم أصحابها بإصابتهم بالسكري إلا بعد إصابتهم بجلطات دماغية أو فقدان جزء من النظر. وأوضحوا أن هناك أعراض بسيطة قد تعد جرس إنذار مبكر مثل الالتهابات المتكررة، والإرهاق غير المبرر، وبطء التئام الجروح، لكن معظم الناس يتجاهلونها ولا يربطونها بالمرض.

وأوضح الأطباء أن مرحلة ما قبل السكري تمثل فرصة ذهبية للعودة إلى المسار الصحيح. نجح العديد من الحالات في خفض مستوى السكر والعودة للوضع الطبيعي عبر فقدان 5% إلى 10% من الوزن واتباع نمط غذائي صحي ومتوازن. دعوا الأطباء إلى مواجهة السكر الخفي بثلاث خطوات أساسية تشمل الفحص الدوري المنتظم، والانتباه للأعراض غير المعتادة، واتباع أسلوب حياة صحي يعتمد على الغذاء المتوازن والنشاط البدني المنتظم.

كما أشار الأطباء إلى خطورة بعض العادات اليومية مثل الإفراط في المشروبات الغازية والعصائر المحلاة، والاعتماد على الأطعمة السريعة والكربوهيدرات المكررة، وقلة النشاط البدني. وذكر استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري، الدكتور أحمد حسون، خطورة السكر الخفي الذي يدمر الجسم بصمت قبل أن يعلن عن نفسه.

وأشار الدكتور حسون إلى أن الملايين يعيشون حياتهم اليومية دون علمهم بإصابتهم بالمرض، مما يترك آثارًا مدمرة للقلب والكلى والعينين والأعصاب. وذكر أن أغلب مرضى السكر الخفي يكتشفون مرضهم بعد ظهور المضاعفات الخطيرة. وأكد أهمية الفحص قبل ظهور المضاعفات لتفاديها.

تحدثت استشارية طب الأسرة، الدكتورة إيناس عثمان، عن خطر السكر الخفي. وأكدت أهمية الفحص الدوري لاكتشاف المرض مبكرًا قبل أن يتحول إلى تهديد صريح للحياة. ولفتت الدكتورة عثمان إلى ضرورة الوعي الصحي والتزام الفحص الدوري لمن هم في فئات الخطر.

وتحدثت أخصائية التغذية، تسنيم عبيد، عن أهمية مرحلة ما قبل السكري لخفض مستوى السكر. حذرت من العادات اليومية الضارة مثل تناول المشروبات الغازية والعصائر المحلاة والأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والملح. أكدت عبيد أهمية النظام الغذائي المتوازن والنشاط البدني في حماية الصحة على المدى الطويل.

ودعت الأخصائية إلى الالتزام بوجبات متوازنة غنية بالخضراوات والفواكه وشرب الماء، وتقليل الكافيين والسكريات، واستبدال الأطعمة المعالجة بخيارات صحية مثل المكسرات غير المملحة والزبادي قليل الدسم.

أشارت الدراسات الطبية إلى أن الفحص الدوري يساهم في اكتشاف السكري مبكرًا. وتقل معدلات المضاعفات القلبية والدماغية لدى من يقومون بالفحوص. حث الأطباء على نشر ثقافة الفحص المبكر بدلاً من الاكتفاء بردود الفعل المتأخرة.

أشارت الدكتورة عثمان إلى أن السكر الخفي يبدأ في إضعاف الشرايين، وإتلاف الكلى، وإحداث اعتلال في الشبكية، وتأثيره على الأعصاب الطرفية. إن تبني نهج وقائي يشمل الفحص المبكر، والتغذية الصحية، والنشاط البدني، يساهم في تحسين جودة حياة المريض.

وأكدت أن الالتزام بنمط حياة صحي، والفحوص الدورية، وتأمل الأسرة لخطورة تخطي الفحص أو التأجيل غير المبرر. إن اعتماد نظام غذائي يعزز مناعة الجسم مهم للوقاية من مضاعفات السكري الخفي.

شدد الأطباء على أهمية اتخاذ الخطوات الوقائية لمواجهة السكر الخفي قبل أن يعلن عن وجوده بوضوح من خلال عوارض قاتلة قد تهدد الحياة.


مواد متعلقة