الاحتفال بمرور 44 عامًا من التعاون الخليجي في أبوظبي، مستقبل واعد مشترك
الإثنين 26 مايو 2025 - 09:58 ص

من قلب أبوظبي، العاصمة التي شهدت ولادة الفكرة الأولى للوحدة الخليجية قبل أربعة وأربعين عامًا، نحتفل بذكرى تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية. هذا اليوم لا يمثل مجرد ذكرى تاريخية بل هو تذكار لمسيرة ملهمة من العمل المشترك والنجاحات الإقليمية. انطلقت رحلتنا في الخامس والعشرين من مايو 1981، حين وضعت أبوظبي الأساس لمجلس يستهدف تعزيز التعاون والإخاء بين شعوب الخليج.
لم يكن تأسيس المجلس وليد اللحظة، بل نابع من فهم عميق من القادة المؤسسين لحاجة شعوب الخليج للاتحاد والتكاتف، وإيمانهم بأن التوحد يعزز قوتهم ويصون هويتهم المشتركة. كانت الرؤية واضحة: تقديم نموذج رائد للتكامل الإقليمي وتحويل أحلام الأجيال إلى إنجازات ملموسة على أرض الواقع.
على مدى أربعة عقود ونيّف، شهد المجلس تطورًا ملحوظًا بفضل القيادة الحكيمة لدول الخليج، محققين إنجازات متنوعة كالانتقال المالي والاقتصادي إلى مستوى جديد من الابتكار والتعاون. من إنشاء السوق الخليجية المشتركة إلى تعزيز البنية الاستراتيجية المشتركة، تحولت التطلعات إلى واقع ملموس ينعكس في زيادة التبادل التجاري والتنمية المستدامة للمجتمعات الخليجية.
وصلت التجارة البينية إلى أرقام غير مسبوقة، حيث تجاوزت 131 مليار دولار في عام 2023، بالإضافة إلى حجم التجارة الخارجية الذي بلغ 1.5 تريليون دولار. هذه الأرقام تؤكد الدور الريادي للمجلس كقوة اقتصادية عالمية، ممتلكة لأصول سيادية تتجاوز 4.4 تريليون دولار، ما يعزز من مكانته على الساحة الدولية كركن اقتصادي وسياسي لا يُستهان به.
في الذكرى الرابعة والأربعين، يقف المجلس كأبرز تجسيد للنجاح في الوحدة والتكامل، داعمًا للاستقرار والأمن ومستجيبًا لتحديات العصر. الشعب الخليجي يلمس نتائج هذه المسيرة بنجاح وبفخر، مؤكداً تمتعه بحياة أفضل وفرص أوسع للنمو والتطور بينما ننظر إلى المستقبل بروح التفاؤل.
كان التقدم من التعاون إلى الاتحاد واحدًا من الأهداف الاستراتيجية للمجلس، ليظل رمزًا للوحدة والقدرة على التكيف مع المتغيرات وتلبية التطلعات نحو مستقبل أفضل. تمثل تجربة مجلس التعاون قصة نجاح حقيقية تُصرّ للأجيال القادمة، مشيدة بقوة الإرادة الجامعة والرؤية المشتركة لصناعة مستقبل مشرق ومزدهر.
مواد متعلقة
المضافة حديثا