"المشي: الدواء الأقدم للإنسان وفوائده تتجدد عبر العصور"

الإثنين 28 يوليو 2025 - 07:47 م

المشي: الدواء الأقدم للإنسان وفوائده تتجدد عبر العصور

زينة خلفان

قبل أكثر من 2000 عام، تنبأ أبقراط، المعروف باسم والد الطب، بأن المشي هو الدواء الأفضل للإنسان.. وفي الوقت الحالي، أكدت أبحاث حديثة أن المشي لمسافات طويلة يمكن أن يعالج آلام الظهر المزمنة ويقي منها.. دراسة أُجريت في النرويج أثبتت أن السير لأكثر من 78 دقيقة يومياً يقلل من خطر الإصابة بآلام الظهر المزمنة، حتى لو كان مشياً بطيئاً.

يُعد ألم الظهر أحد الأسباب المُهمة للإعاقة عالمياً، لكن الحل لكثير من الناس لا ينحصر في تعديل وضعية الجلوس. فإن الكرسي المريح المُكلِّف لا يضاهي النشاط الحركي اليومي. توصي إرشادات ألم الظهر بالنشاط البدني عامةً؛ مع ذلك، بدأت العلاقة بين ألم الظهر والمشي تتضح مؤخراً.

في عام 2024، أكدت تجربة بحثية أن المشي خمسة أيام في الأسبوع لمدة 30 دقيقة على الأقل يمكن أن يمنع تفاقم آلام الظهر غير المحددة. وفي هذه الأوان، يشير بحث من النرويج إلى أن المشي لمدة أطول يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بآلام الظهر منذ البداية.

حللت الدراسة - وفقاً لموقع ساينس أليرت - بيانات صحية لـ 11000 بالغ في النرويج على مدى سنوات. خضع المشاركون لارتداء مقياس تسارع لقياس المشي وسرعته. تم تعريف آلام الظهر المزمنة إذا استمر الألم لأكثر من ثلاثة أشهر.

على مر السنوات، أولئك الذين يمشون بين 78 و100 دقيقة يومياً كانوا معرضون لخطر أقل بنسبة 13% للإصابة بآلام الظهر، مقارنةً بمن يمشون أقل. أما من مشى أكثر من 100 دقيقة يومياً، كان خطرهم أقل بنسبة 23% مقارنةً بمن يمشون أقل من 78 دقيقة يومياً.

لاحظ الباحثون، تحت قيادة العالمة ريان حداد، أن الأشخاص الذين يمشون بكثافة أعلى مروا بفوائد واضحة، لكن بشكل أقل وضوحاً. تشير النتائج إلى أن كمية المشي اليومية أهم من كَثَافَتِهِ في تقليل خطر ألم الظهر المزمن.

تُبَيِّن هذه النتائج أن الاستراتيجيات والسياسات الصحية التي تُحفِّز على المشي يمكن أن تساهم في تقليل حدوث آلام أسفل الظهر المزمنة.

الحياة المستقرة وغير النشطة في العصر الحالي ليست جيدة لصحة الإنسان. تشير دراسات عديدة إلى أننا بحاجة للقيام والتحرك لكسر الآثار السلبية للجلوس لفترات طويلة. المشي لمسافات طويلة أو بسرعة يمكن أن يساعدك في المحافظة على وزن صحي، تحسين الإبداع، حماية العقل مع التقدم في العمر، تعزيز صحة القلب، تقليل خطر الإصابة بالسرطان، وزيادة سنوات حياتك.


مواد متعلقة