الذكاء الاصطناعي يقدم إضافة نوعية في بطولة الأندية العالمية

السبت 28 يونيو 2025 - 12:11 ص

الذكاء الاصطناعي يقدم إضافة نوعية في بطولة الأندية العالمية

طلال العبدان

شهدت كرة القدم تحولات جذرية شملت كل جوانب اللعبة، مفروضة بموجة من التقنيات الحديثة التي غيّرت وجه اللعبة بشكل لا يصدق. تظهر هذه التغييرات بشكل بارز في كأس العالم للأندية التي تقام في الولايات المتحدة حاليًا، وتختتم في 13 يوليو المقبل.

أكدت البطولة على أن كرة القدم لم تعد مجرد لعبة بل أصبحت علماً يُدار بالخوارزميات وتقوده البيانات والتحليلات المتقدمة. ظهور الكاميرات المثبتة على أجساد الحكام لتسجيل لقطات من منظورهم وتقديمها مباشرة للمشجعين هو أحد التغييرات الثورية.

تستخدم هذه الكاميرات كذلك للمساعدة في مراجعات تقنية حكم الفيديو المساعد (فار)، حيث يتم التأكد من رؤية الحكم أثناء تقييم القرارات المثيرة للجدل. هذه التكنولوجيا جرى اختبارها سابقًا في بطولات "الفيفا" للشباب وتبنتها جميع مباريات المونديال الحالي لتكون معيارًا مستقبلاً.

خلال العقد الماضي، شهدت كرة القدم تطورًا سريعًا بفضل التكنولوجيا المتقدمة التي غزت كل تفاصيل اللعبة داخل وخارج الميدان. بات علم البيانات جزءاً لا يتجزأ من عقلية الأندية الكبرى، حيث تستخدم برامج مثل "Opta" و"StatsBomb" لتحليل كل خطوة لتحسين الأداء.

تحليل الذكاء الاصطناعي يستخدم الآن في تحديد التبديلات المثلى وتوقع نتائج المباريات بشكل دقيق. يأتي نادي مانشستر سيتي كأحد أبرز الأندية التي تتبنى هذه التقنيات لدعم قرارات مديره الفني بيب غوارديولا بمساعدة مختبر بيانات داخلي.

ريال مدريد يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل أداء اللاعبين والتوقعات البدنية، بينما يستثمر نادي لايبزيغ الألماني هذه التقنية في اكتشاف المواهب وتطويرها. لم تعد اكتشافات المواهب تتم بواسطة الكشافين التقليدين بل أضحت التقنيات الحديثة جزءًا لا يتجزأ من عمليات الاستكشاف.

من خلالها، تمكن نادي ليفربول من اكتشاف موهبة محمد صلاح وساديو ماني عبر تحليل البيانات الذي أظهر إمكانياتهما الكبيرة حتى قبل أن يصبحوا نجوماً في الأندية الكبرى.

التكنولوجيا أثبتت قدرتها في تحديد الكفاءات بسرعة فائقة. السترات الذكية المزودة بأجهزة تتبع GPS أصبحت الآن جزءاً أساسياً من تدريبات الفرق لمراقبة نبضات القلب، معدل الجري، والجهد البدني، ما ساعد في تحسين الأداء وتقليل الإصابات.

كان نادي أرسنال أحد الرواد في استخدام هذه التكنولوجيا منذ عام 2011، وتبنتها العديد من الأندية الإنجليزية الرائدة فيما بعد. كما استخدمها منتخب ألمانيا خلال استعداداتهم لكأس العالم 2014.

الواقع الافتراضي أصبح أداة لا غنى عنها في تدريب اللاعبين على اتخاذ القرارات تحت الضغط، بينما تسمح تقنية الواقع المعزز بتحليل بصري دقيق للمباريات من زوايا متعددة.

تحولت التقنية "VAR" إلى الأداة الحاسمة في إدارة المباريات بالرجوع للقرارات الحاسمة، رغم الجدل ومنها لكنها قللت من الأخطاء البشرية ورفعت مستوى العدالة في المنافسات.

في الوقت نفسه، تحدث خالد عبيد، المحلل الرياضي ومدير الكرة السابق لنادي النصر، عن غياب تطبيق هذه التقنيات في الأندية المحلية. وأشار إلى أن التكلفة العالية وعدم وجود بنية تحتية تكنولوجية مناسبة تقف عائقاً أمام تطبيقها.

وأوضح أن التعاقدات تعتمد على الحدس والعلاقات الشخصية، مما يحول دون التقدم نحو الأساليب العلمية في اختيار اللاعبين، مما يدفع للضرورة لتغيير شامل في ثقافة التعاقدات الداخلية في الأندية المحلية.

من الواضح أن تقنيات تحليل البيانات أصبحت جزءاً مهماً من كرة القدم الحديثة ولكن الأندية ما زالت بحاجة إلى استثمار ودعم مؤسسي لتبني هذه الأساليب بشكل منهجي لتحقيق فوائد أكبر في المستقبل.


مواد متعلقة