أحمد الكمالي: الذكاء الاصطناعي لن يستبدل الأطباء لكن سيعزز قدراتهم
الإثنين 18 أغسطس 2025 - 12:29 ص

الدكتور أحمد الكمالي، أول طبيب إماراتي متخصص في قسطرة قلب الأطفال، قدم إسهامات طبية وإنسانية مبهرة. أجرى أكثر من 2300 عملية قسطرة، منها حوالي 1000 داخل الدولة، و1300 ضمن مبادرة "القلوب الصغيرة" لعلاج الأطفال في دول نامية، ما جعله رمزًا في مجال طب أطفال القلوب والعمل الإنساني الطبي.
أوضح الكمالي في مقابلة مع "الإمارات اليوم" أن الإمارات تتمتع بمكانة متقدمة في مجال طب أطفال القلوب، حيث تحتوي على ثلاثة مراكز متخصصة، ما يعكس حجم استثمارات البنية الصحية وتوفير التخصصات الدقيقة والتقنيات الحديثة.
كشف عن جهاز طبي جديد في قسم القلب بمستشفى القاسمي، يُستخدم لتقييم حالة المريض الفورية أثناء العملية، ويقلل وقت الانتظار ويحسن النتائج. أكد أهمية الذكاء الاصطناعي في تحسين دقة الإجراءات، لكنه لا يغني عن الخبرة البشرية.
يمتلك الكمالي خبرة تتجاوز 20 عامًا، أسس فيها أول مركز متخصص لقلب الأطفال في مستشفى الجليلة، ويرأس حاليًا مركز القلب في مستشفى القاسمي. يشرف سنويًا على مئات العمليات، بما فيها حالات معقدة وحديثو الولادة.
بدأ الكمالي دراسته في جامعة الخليج العربي بالبحرين، وتخرج في 1993. ثم عاد إلى الإمارات كطبيب أطفال عام، وتلقى تدريبًا في كندا لمدة أربع سنوات، حيث بدأ اهتمامه بطب أطفال القلوب بعد تجربة شخصية مع شقيقه.
تخصص في كندا لمدة خمس سنوات، ليصبح أول طبيب إماراتي متخصص في هذا المجال عام 2003. أنجز تأسيس أول مركز أطفال قلوب في مستشفى الجليلة بدبي.
أطلق مبادرة "القلوب الصغيرة" في 2009 بالتعاون مع جمعية الشارقة الخيرية. بدأ من اليمن ثم توسع لدول كسودان والمغرب وموريتانيا وبنغلاديش، وتم إجراء 1300 عملية قلب لأطفال وكبار في أكثر من 10 دول.
يشيد الكمالي بأثر هذه الجهود الإنسانية في نفسه، مشيرًا إلى التأثير العميق بعد شكر الوالدين بنجاح علاج طفلهم. يقول أن هذه اللحظات تثبت أن العمل يتجاوز الطب إلى الشعور بالمسؤولية الإنسانية.
يشير إلى صعوبة الحالات للأطفال حديثي الولادة أو الذين يزنون أقل من كيلوغرامين. أجرى عمليات لأطفال بعد ساعات من ولادتهم، وضغط العمل يكون كبيرًا بسبب التوتر بشأن حياة الطفل وقلق الأهل.
يشهد مستشفى القاسمي 100 عملية قسطرة سنويًا، بجانب 200 أخرى ضمن الحملات التطوعية. يتطلب العمل تركيزًا عاليًا وتعاونًا متكاملًا من الطاقم الطبي، ويدير الكمالي تطوير قسم القلب في المستشفى.
أدخل جهاز حديث مع آلة القلب الصناعي، لتقييم حالة المريض لحظيًا وتقليل نسبة الخطأ. العلم الطبي يتقدم بسرعة، وتقنيات الدعامات والصمامات القلبية متطورة.
في مجال طب القلب للأطفال، تؤكد الإمارات ريادتها بثلاثة مراكز متخصصة، بفضل الاستثمار في الرعاية الصحية، يتم تشخيص أمراض القلب أثناء الحمل، ما يساعد في الاستعداد المبكر للعلاج.
يتمنى الكمالي إجراء عمليات إصلاح قلب داخل الرحم بالإمارات قريبًا، متطلبة تجهيزات متقدمة وكوادر متخصصة، معتبرًا الذكاء الاصطناعي داعمًا للطب دون أن يحل محل الخبرة البشرية.
يشير إلى أن أمراض القلب لدى الأطفال تنقسم بين خلقية ومكتسبة، وتشكل العيوب الخلقية نسبة 1% من المواليد عالمياً، يعزز نمط الحياة الصحي فرص الوقاية، والاهتمام المبكر يساهم في تحسين النتائج.
نصح الكمالي الحوامل بالاهتمام بالمتابعة الطبية واستخدام حمض الفوليك بانتظام لتقليل فرصة التشوهات، مع ضبط سكر وضغط الحمل. الفحص الجيني قبل الزواج يُعتبر خطوة وقائية هامة.
د. أحمد الكمالي: الخبرة الإنسانية تظل العامل الحاسم والذكاء الاصطناعي لا يغني عن الطبيب، بينما تُعتبر الإمارات رائدة في طب أطفال القلوب.
مواد متعلقة
المضافة حديثا