قط «مياو» يثير جدلا بين الآباء ويثير تساؤلات أخلاقية
الأحد 10 أغسطس 2025 - 02:14 ص

يعتبر الذكاء الاصطناعي بوابة لعالم جديد مليء بالإمكانات المتزايدة والتحديات الجديدة، حيث يتجاوز حتى خيال مخترعيه. لكن هذه الإمكانات الكبيرة قد تكون أيضًا عرضة للاستخدام السيء من قبل أشخاص غير موثوقين.
يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تنفيذ أنشطة إجرامية أو نشر معلومات مضللة، مما يؤثر بشكل خاص على الشباب الذين قد لا يتمتعون بعد بالخبرة الكافية لتمييز الواقع عن المزيّف.
ومن أجل حماية أبنائهم، يلجأ بعض الآباء إلى إثارة الجدل الاجتماعي عند ظهور أي لعبة جديدة تحتوي على مشاهد قد تتعارض مع القيم الاجتماعية.
وتمثل سلسلة "القط مياو" مثالاً على ذلك، حيث أثار انتشارها القلق بين الأهالي بسبب احتوائها على إيحاءات غير مناسبة.
في المقابل، حذر خبراء في مجالات مختلفة من التأثيرات المحتملة لمثل هذا المحتوى على وعي الأطفال وفهمهم للواقع.
وفي ظل نقص الرقابة الرقمية، دعا الخبراء إلى تعزيز دور الأسرة كشريك رقمي واعٍ لدعم الأطفال في التعامل النقدي مع المحتوى الرقمي.
أكد المهندس محمد الشحي أن خطورة هذا النوع من المقاطع لا تتعلق فقط بالمستقبل، فقد ظهرت أمثلة أثارت الجدل بالفعل، مثل سلسلة الفيديوهات التي تتضمن شخصيات مرسومة بالذكاء الاصطناعي.
كما شهدت الساحة واقعة لمقابلة إعلامية مفبركة بالكامل ومولدة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وأضاف الشحي أن هذه الأمثلة تعكس كيف أن التقنية يمكنها خداع العين والعقل بسهولة.
ويعود سبب انتشار مثل هذه الفيديوهات بسرعة لجذبها لانتباه المشاهدين وحالتها الغامضة بين الحقيقة والخيال، مما يدفع الجمهور إلى مشاركتها دون تحقق.
وأشار إلى أن الفضول وقلة الوعي الرقمي يسهمان في زيادة انتشار هذه المقاطع بين المستخدمين.
لذلك، أكد الشحي على أهمية تعزيز الوعي الرقمي والتدقيق في محتوى الفيديوهات قبل نشرها.
وشدد على ضرورة تحسين أدوات الكشف عن مثل هذه المحتويات في منصات التواصل.
ودعا إلى تعليم التربية الإعلامية في المدارس لإعداد الأجيال القادمة بشكل أفضل لمواجهة مثل هذه التحديات.
وفي تعليق آخر، أوضح الدكتور محمد يحيى نصار أن انتشار فيديوهات الذكاء الاصطناعي التي تمثل مشاعر إنسانية عبر حيوانات يمكن أن يعزز فهم الأطفال للمشاعر المعقدة بطريقة غير مباشرة.
لكن في نفس الوقت، قد يؤدي ذلك إلى إرباك الطفل في التفريق بين الحقيقة والخيال.
وأضاف أن تكرار مشاهد غير مناسبة قد يؤدي إلى تنمية استجابات غير صحية لدى الأطفال تجاه السلوكيات العدوانية.
كما حذر من المقاطع التي تظهر تفاعلات بين الإنسان والحيوانات المفترسة بأسلوب آمن، حيث يمكن أن تؤدي إلى خلق نوع من الفضول غير المدروس لدى الأطفال.
وجه نصار نصائح للآباء حول أهمية متابعة الأطفال أثناء مشاهدة مثل هذه الفيديوهات وتوضيح ما هو حقيقي وما ليس كذلك.
وأوصى أيضاً بتعزيز التفكير النقدي لدى الأطفال واختيار المحتوى الملائم لأعمارهم.
من جهتها، أكدت عائشة راشد سعيد الكندي أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياة الأطفال، حيث دخل المنازل دون استئذان.
وأضافت أن منصات التواصل مليئة بمقاطع فيديو مولدة رقمياً، تصور الأطفال في أحداث ومواقف خيالية وغير واقعية.
وحذرت الكندي من تأثير هذه المقاطع على الأطفال، حيث يمكن أن يؤثر في فهمهم للواقع ويشجعهم على تقليد سلوكيات غير واقعية.
وأكدت على دور الوالدين في تعزيز "حصانة معرفية" لأبنائهم، لضمان إدراكهم للمحتوى الرقمي وقدرتهم على تقييمه بعقلانية.
كما أكدت ضرورة الشراكة الرقمية بين الأهالي والأطفال بهدف التوجيه والمرافقة الفعالة في مثل هذه البيئة المليئة بالتحديات.
وفي النهاية، أوضح المهندس محمد الشحي أن إنشاء هذه الفيديوهات يتم عبر تقنيات متقدمة تعرف بـ "التزييف العميق"، تعتمد على تدريب الخوارزميات لتحاكي عناصر الوجه والصوت.
وأكد أن هذه التقنية تستخدم لتوليد مشاهد تبدو واقعية بشكل كامل لكنها مصطنعة، مما يتطلب وعياً وإدراكاً أكبر للتعامل معها.
مواد متعلقة
المضافة حديثا