73 مكان عبادة لغير المسلمين يعكس التسامح في الإمارات

إن التسامح هو إحدى القيم العميقة والمرسخة في المجتمع الإماراتي، حيث يعتبر دعامة أساسية للسياسات الحكومية الهادفة إلى حماية الحريات الدينية وتعزيز الحوار بين الأديان. في دولة الإمارات، يتم بناء ثقافة شمولية تحترم التنوع والاختلاف، تحتضن أكثر من 200 جنسية مختلفة، مما يجعلها من بين أكثر الدول تنوعًا حول العالم.

يعيش سكان الإمارات من مختلف الديانات ويمارسون عقائدهم وشعائرهم بحرية جنبا إلى جنب. المجتمع الإماراتي تبنى منذ زمن طويل قيم التسامح والمساواة، وبفضل هذه البيئة، تم إنشاء 73 دار عبادة لغير المسلمين يذهب إليها أتباع الديانات المختلفة من كافة الجنسيات.

بحسب إحصاءات وزارة تمكين المجتمع، تضم إمارة أبوظبي 27 دار عبادة لغير المسلمين، فيما تضم إمارة دبي 14 دار عبادة. أما إمارة رأس الخيمة فتحوي 11 دار عبادة، والشارقة 10، وفي الفجيرة توجد 8. وتحتوي أم القيوين على اثنتين فقط، بينما تحتوي عجمان على واحدة فقط.

يعكس هذا الواقع قيم التسامح والاعتدال الراسخة في دولة الإمارات، مما يعزز الحياة الكريمة والمساواة لجميع أفراد المجتمع. هذا النهج يجسد أيضا الدور الرائد للإمارات في تعزيز الإخاء الإنساني، حيث أقرت الأمم المتحدة يوم الرابع من فبراير يوما للأخوة الإنسانية، تزامناً مع توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في أبوظبي عام 2019.

توفر وزارة تمكين المجتمع للأشخاص الراغبين في إنشاء دور عبادة لغير المسلمين في الدولة، إمكانية تقديم طلب الترخيص عبر موقعها الإلكتروني. يتم ذلك وفقاً لقانون اتحادي ينظم أنشطة دور العبادة لغير المسلمين، ويضع ضوابط وشروط محددة لتنظيم الممارسات والطقوس الدينية.

من الناحية الأخرى، أوضحت دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي أن تاريخ دور العبادة يجسد عمق الروابط المجتمعية وقوة التآخي بين الأديان. في أبوظبي، تتبع الأطر القانونية كذلك لتأسيس وتنظيم دور العبادة، مع الترخيص وفق المعايير المعتمدة، وبدون المساس بعادات وتقاليد الإمارات المستمدة من تعاليم الإسلام.

دور العبادة في أبوظبي تعد رمزًا للتاريخ والحضارة. مثلًا، كنيسة سانت جوزيف التي تأسست في الستينيات وموقع كنيسة ودير صير بني ياس الذي يعد أول موقع مسيحي يُكتشف في الإمارات.

أما شروط ترخيص دور العبادة لغير المسلمين، فتشتمل على أن تتبع الدار المراد ترخيصها أحد الديانات المعترف بها من اللجنة. أيضا، يجب ألا يقل عدد الأعضاء المؤسسين عن 20 وأعمارهم عن 40. يجب أن يكون العضو متمتعًا بالأهلية القانونية وكامل الشرط في الدولة لمدة خمس سنوات على الأقل.

يقدم العضو كذلك شهادة تزكية من دار العبادة الأم التي تعترف بها اللجنة ويجب ألا يحمل صفة دبلوماسية بالإضافة إلى إثبات القدرة على تحمل تكاليف إنشاء وتشغيل دار العبادة.