مدونات الطعام ترفع معدلات السمنة والسكري بين الأطفال والمراهقين

لقد أصبح هناك انتشار واسع لظاهرة المؤثرين في مجال الطعام أو ما يعرف بـ«فود بلوجرز»، حيث يقومون بالترويج لقوائم الطعام والحلويات والمشروبات الخاصة بالمطاعم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ومع زيادة تلك الفيديوهات، يتم تقديم معلومات خادعة للأطفال مما يؤثر في قراراتهم الغذائية.

تزايد الإقبال على تلك الوجبات السريعة وغير الصحية يشكل خطراً على الصحة العامة، وخاصة على الأطفال والمراهقين، مما يثير قلق الآباء حول تأثير «التسويق المضلل» على صحة أبنائهم.

الأطباء يحذرون من هذه الظاهرة، حيث أن المؤثرين يروجون لأنماط غذائية غنية بالسكريات والدهون. وقد أكد بعض هؤلاء الآباء أن غذاء أبنائهم تأثر كثيرًا بسبب عمليات التسويق المكثفة لهذه المطاعم.

يشدد الخبراء على أهمية ضمان أن يكون المؤثرون الاجتماعيون ملتزمين بالمعايير الموضوعة للإعلانات التجارية، ضمانًا لسلامة الصحة العامة، وضرورة التأكد من أن المطاعم التي يقومون بالترويج لها مرخصة قانونياً، ولها صلاحية ممارسة هذا النوع من التجارة.

وأضاف الأطباء إنه يجب أن يحتوي الطعام على جميع العناصر الغذائية الأساسية، مثل البروتينات، والدهون الصحية، والكربوهيدرات، والفيتامينات التي يحتاجها الجسم يومياً، بالإضافة إلى ضرورة توازن السعرات الحرارية مع المجهود المبذول من قبل الجسم كل يوم.

أوضحت الدكتورة هالة عبدالكريم، أن المؤثرين يلعبون دورًا كبيرًا في تغيير أنماط الأطعمة المفضلة لدى الأفراد وهذا له تأثير سلبي على صحتهم لأن التكرار في التعرّض لإعلانات الأطعمة السريعة على مدار اليوم يرفع معدلات السمنة.

ويشير الدكتور محمود نجم إلى أن الأطفال والمراهقين هم الفئات الأكثر تأثرًا بالإعلانات الخاصة بالطعام غير الصحي، مما يجعل دور الأسرة مهمًا في توجيه الأبناء لتناول الأطعمة الصحية ويشرح لهم أن الطعام غير الصحي هو ما يحتاج إلى الإعلانات.

كما أكدت الدكتورة سناء الكردي أهمية الوعي بمخاطر الطعام الغير الصحي على صحة القلب والأوعية الدموية، والتحذير من كثرة تناول المأكولات الدهنية الغنية بالكربوهيدرات والنشويات لاحتوائها على كميات كبيرة من الملح والدهون التي تؤثر بشكل سلبي كبير على الصحة.

وفي المقابل، أشار بعض العاملين بالمطاعم أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت الأداة الأساسية لنجاح المطاعم وزيادة الإقبال عليها، حيث يعتمدون على المؤثرين لزيادة انتشارهم وجذب الزوار لمطاعمهم.

يزداد إقبال الشباب على زيارة هذه المطاعم فور ذكرها في حسابات المؤثرين الاجتماعية، حيث تزداد نسب المبيعات بفضل تلك الاستراتيجيات التسويقية بنسبة تصل إلى 200%. ويستعين العديد من المطاعم بالمؤثرين العرب لجذب متابعين من مختلف الجنسيات.

تحذر الدراسات الطبية من تزايد نسب السمنة في الإمارات، حيث يصاب نحو ثلث السكان بها، ويتأثر الأطفال واليافعون بشكل خاص. الإحصائيات تشير إلى أن 27.8% من البالغين يعانون السمنة في الإمارات، بينما يعاني نحو 67.9% زيادة في الوزن.

أكد الأطباء أهمية اتباع نظام غذائي صحي لضمان حصول الجسم على البروتينات والمعادن والفيتامينات الضرورية. كما يجب تقليل تناول الأطعمة الدهنية والسكرية للمحافظة على الوزن وتفادي العديد من الأمراض المزمنة مثل القلب والشرايين ومرض السكري.