بيت الحكمة يناقش دور المعرفة المجتمعية في المؤتمر العالمي للمكتبات

شارك بيت الحكمة في إمارة الشارقة في الدورة الـ89 من المؤتمر العالمي للمكتبات والمعلومات إفلا 2025، الذي نظمه الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات في أستانا بكازاخستان. واختُتمت الفعاليات بحضور أكثر من 3500 خبير ومتخصص من 120 دولة، حيث ناقشوا أحدث المبادرات لتعزيز التعاون واستشراف مستقبل المكتبات عالمياً تحت شعار اتحاد المعرفة بناء المستقبل.

خلال جلسة المكتبيين العرب التي نظمها مكتب إفلا الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تطرقت الجلسة إلى موضوع المعرفة المجتمعية ودورها في تمكين الأفراد. عرضت مروة العقروبي، المديرة التنفيذية لبيت الحكمة، مشروع خزانة الحكمة الذي بُني على أساس هدية ثمينة من البروفيسور ريتشارد إيتنغهاوزن، الذي تبرع بها صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي.

توسع المشروع ليشمل رقمنة المجموعة وإتاحتها عبر المنصات الرقمية، وتنظيم سلسلة معارض فصول من الفن الإسلامي، وتأسيس شبكة من الخزائن المتخصصة في وجهات متنوعة بإمارة الشارقة مثل مركز مرايا للفنون ومركز مليحة للآثار. يسعى المشروع لنشر المعرفة وإعادة تعريف دور المكتبات المستقبلية كمساحات تربط الماضي بالحاضر.

خلال جلسة الجمعية العمومية لإفلا، أعربت رئيسة الاتحاد فيكي ماكدونالد عن تقديرها لصاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، مشيدة بدوره كمناصر للمكتبات والمعرفة. استذكرت ماكدونالد زيارتها لبيت الحكمة ومشاركتها احتفالات الإمارة بمئوية مكتباتها العامة، مما يعزز مكانة الشارقة عالمياً في مجال المعرفة والثقافة.

قالت مروة العقروبي إن وجود بيت الحكمة في هذا المحفل العالمي يجسد رسالة المشروع الثقافي لإمارة الشارقة في تجديد روح بيت الحكمة التاريخي ببغداد، ويفتح آفاق المعرفة عبر المكتبات التقليدية والمنصات الرقمية. يعكس هذا الدور أهمية المكتبات كعنصر محوري في النهضة والتنمية المستدامة، ويعزز من قيمتها كمواقع تدمج الماضي بالحاضر وتأمل في المستقبل.

كما أضافت أن المشاركة في هذا المحفل العالمي تسلط الضوء على دور المكتبات كمحركات للتغيير الاجتماعي والثقافي، وكمساحات تستشرف المستقبل وتعيد صياغة العلاقة بين المعرفة والتكنولوجيا. تشكل هذه المبادرات خطوات مهمة لإبراز أهمية المكتبات في تنمية المجتمعات وتعزيز الوعي الثقافي في العالم.