محمد المزروعي يكسر تقاليد الحياة عبر الرواية الجديدة "الأعمى"
الإثنين 06 أكتوبر 2025 - 11:41 ص

انطلاقاً من موضوع "العمى" الذي أطلقه كعنوان لمعرضه الجديد، يخوض الفنان الإماراتي محمد المزروعي رحلة فلسفية لاستكشاف تجارب إنسانية أعمق، متحدياً الأفكار التقليدية حول الحياة والعالم. يوجه الدعوة للمتلقي للتفاعل مع معانٍ أعمق والوقوف أمام انقسامات مجتمعية تتخطى المظاهر السطحية في سعيها نحو البصيرة.
تم افتتاح المعرض أول من أمس في غاليري "إياد قنازع" في أبوظبي تحت عنوان "الأعمى" ويضم 25 عملاً فنياً. اكتسب المعرض أهمية خاصة حسبما ذكر المزروعي لجريدة "الإمارات اليوم"، لأن المعرض يعكس مدى اهتمام المؤسسات الثقافية في الدولة بدعم الفن والفنانين في مجالات متنوعة.
وأوضح المزروعي: "جهود وزارة الثقافة الإماراتية كانت حاسمة في تقديم هذا المعرض، حيث أن العديد من اللوحات كانت معروضة في سويسرا خلال جائحة كوفيد-19، وكان من الصعب استرجاعها بسبب الظروف السائدة آنذاك. لكن وزارة الثقافة تدخّلت بنجاح، مما يعكس التزام الدولة بدعم الإبداع والمبدعين".
من خلال وجوه وأجساد مشوهة جريئة، يستخدم المزروعي فنه للتعبير عن مشاعر إنسانية قوية كالغضب والرغبة، متيحاً للمتلقين التفاعل الشخصي مع الأعمال. وصرح: "أحرص في أعمالي على اختيار عناوين مفتوحة ودلالات متعددة، ما يمنح العرض جاذبية خاصة للتفسير الشخصي".
أوضح المزروعي أن أعماله تجمع بين التعبيرية وفن الكهوف البدائي، مستوحاة من الإنسان عبر منظورات متعددة، وتعتمد على بعدين لاستحضار براءة الطفولة، بعكس الرسم ثلاثي الأبعاد المعروف حالياً. ورأى أن التأويل يتيح للمتلقي الحرية في التعاطي مع التجارب الفنية، على عكس التفسير الذي يحتاج إلى شرح محدد.
أشار إلى أن الأعمال تتناول مشاعر مختلفة مثل الفقد والأمومة والذاكرة، حيث تسعى إلى خلق مساحة توتر فني تهدف إلى رفع الوعي والتواصل. التوتر هنا يتمثل في المسافة بين الاجتماعي والفني، والوعي الناتج من هذه الحالة هو ما يسير عليه المعرض بشكل عام.
شهد المعرض حضوراً حاشداً ضم نخبة من الفنانين التشكيليين في الإمارات والمثقفين احتفاءً بعودة الفنان محمد المزروعي بعد غياب، مما يعكس مكانته في المشهد الثقافي في أبوظبي منذ الثمانينات. كان جزءاً جوهرياً من المجمع الثقافي وساهم في تشكيل إدارة اتحاد كتاب أبوظبي، ليمتد إنتاجه من الشعر إلى الكتابة والرسم.
محمد المزروعي علق: "في بعض الأحيان أشعر بأن إعطاء العمل الفني عنواناً محدوداً يقيد من متعة المشاهد البصرية، لذا أفضّل أن يستقبل المتلقي الأعمال الفنية بناءً على ذائقته الخاصة".
مواد متعلقة
المضافة حديثا