هنادي بدو تنسج دمى تراثية بخيوط الحنين والأصالة الإماراتية
الأربعاء 04 يونيو 2025 - 10:51 ص

من بوابة توظيف عناصر التراث والثقافة المحلية، ومهارات الأمهات والجدات، بدأت هنادي بدو الإماراتية بإحياء عالم الطفولة الغارق في السحر والخيال، وهي ترى أن تطور الحياة قد أضعف ذلك العالم، خاصة في عصر طغت فيه التكنولوجيا والشاشات الذكية.
تتسلح هنادي بذاكرتها ومهاراتها في البحث والتعلم، تفتش عن بقايا الماضي وتننسج دميًا تحمل نفحات التاريخ وروح الأماكن المتجذرة في الوجدان.
لإحياء التراث مسؤولية ترى هنادي أن الجيل الجديد يجب أن يتحملها. قررت بنفسها أن تصبح جزءًا من هذه المهمة، مشاركةً أبناء وطنها تفاصيل التراث الإماراتي بأسلوب مبتكر.
قالت هنادي: «تجربتي في التراث تستلهم من حكمة الشيخ زايد رحمه الله: (من لا يعرف ماضيه لا يستطيع أن يعيش حاضره ومستقبله). هذه المقولة تلهمني لتحفيز الأجيال على التمسك بماضيها وفخرها بموروثاتها.»
تعود بدايات شغفها إلى ذكريات طفولتها مع والدتها وجدتها، حيث كانت دميهن تصنع من قطع القماش المتبقية، مما يبرز عمق الجذور الإماراتية.
قالت هنادي: «اهتممت بالتفاصيل التي كانت تميز كل منزل حينذاك. كانت الأمهات يجددن استخدام الأقمشة في إنتاج دمى تحمل الحُلي الإماراتية التقليدية.»
درست هنادي فنون التصميم وعملت في هذا المجال لعشر سنوات قبل أن تقرر التفرغ لهوايتها في تصنيع الدمى التراثية، مخاطرةً برحيلها عن منصبها بهدف السعي وراء شغفها الأعمق.
واصلت التعلم الذاتي وتفاعلت مع المصادر الرقمية واستخدمت موهبتها في الرسم وخبرتها مع الأقمشة لتقديم أعمالها بجودة تسترعي الانتباه.
تشدد هنادي على الإبداع اليدوي في إنتاج دماها التي تعكس الحرف التراثية والأزياء الإماراتية التقليدية، مستخدمةً الأقمشة الموروثة مثل (بوتيله) و(بوطيرة).
أضافت: «أطلق أسماء إماراتية أصيلة على عرائسي مثل شيخة وحصة، وأحرص على أن تلائم تصاميمي تفضيلات المتسوقين.»
بعد نجاحها في تصنيع الدمى، قررت هنادي التوجه إلى إنتاج الحقائب التراثية المطرزة بنمط الأزياء التقليدية، معتبرةً هذه الخطوة جديدة ومثيرة.
علّقت: «ابتكرت حقائب تضم التراث الإماراتي مع فن التلي، وكان الإقبال كبيرًا خلال مشاركاتي بالفعاليات المختلفة.»
في سياق سعيها لنشر تجربتها، قدمت هنادي محاولة لإحياء مسرح العرائس من خلال دمى القفاز التي يتم تحريكها باليد.
أوضحت: «صممت دمى زينتها بمواضيع مستوحاة من التراث وضمتها في عروض جذبت اهتمام الأطفال وأسرهم.»
استعرضت هنادي تجاربها في الفعاليات المحلية والعالمية، مشيرةً إلى أن علامتها وصلت إلى موسكو في الأيام الإماراتية الثقافية.
شاركت مع هيئة تنمية المجتمع في فعاليات سعودية إماراتية في الرياض، مسهمةً في تقارب الثقافات بتراثها الإبداعي.
لا تزال هنادي مصممة على إحياء التراث، مستندةً إلى ماضي الأجداد، ومتطلعةً نحو تحقيق نجاح عالمي لمشروعها التراثي الفريد.
هنادي تستفيد من موهبتها وخبرتها لتقديم دمى وأعمال تلامس وجدان الثقافة الإماراتية، معبرةً عن شغفها بالتفاصيل الدقيقة في كل قطعة تصنعها.
مواد متعلقة
المضافة حديثا