ارتفاع حرارة غير مسبوق بالمملكة المتحدة منذ 3 قرون

أعلن علماء بريطانيون أن الطقس المتطرف، الذي حطم أرقامًا قياسية، أصبح الآن القاعدة الجديدة في المملكة المتحدة، مما يبرز أن البلاد تواجه أزمة مناخية حقيقية.

أظهرت البيانات الصادرة عن محطات الأرصاد الجوية أن الأيام الأكثر حرارة، والتي قد يصعب تحملها، ازدادت بشكل ملحوظ من حيث الشدة والتوتر. كما ازدادت فترات الأمطار الغزيرة بشكل ملحوظ.

يعبر العلماء عن قلقهم البالغ من تأثير ارتفاع درجات الحرارة والفيضانات الشديدة، التي تسبب أضرارًا جسيمة وخسائر في الأرواح على الصحة العامة والبنية التحتية ورفاهية المجتمع.

تشير السجلات المناخية إلى أن مناخ المملكة المتحدة قد تغير بشكل ملحوظ مقارنة بالعقود الماضية، ويرجع ذلك إلى التلوث الناتج عن حرق الوقود الأحفوري.

أظهر تحليل جديد تضاعف الأيام التي تجاوزت فيها درجات الحرارة ثلاث وخمس درجات مئوية عن المتوسط في السنوات العشر الماضية. وبلغت الأيام التي تجاوزت فيها درجات الحرارة 8 و10 درجات مئوية أعلى بثلاث وأربع مرات على التوالي.

تبين أن الجو في المملكة أصبح أكثر إشراقًا بنسبة 8٪ مقارنة بالعقد الماضي.

كما كشف التحليل الجديد أن الأمطار أصبحت أشد كثافة وزاد عدد الأشهر الذي تشهد فيه المملكة مطرًا بلغ ضعف المتوسط على الأقل بنسبة 50٪ خلال العشرين سنة الماضية.

تهطل معظم الأمطار الإضافية في الفترة من أكتوبر إلى مارس، وسجل عامي 2023 و2024 كأكثر الأعوام رطوبة، مما أدى إلى فيضانات في مناطق كـ«ديربيشاير» و«نوتنغهامشاير» و«وست ميدلاندز».

المستويات البحرية حول المملكة المتحدة ترتفع بسرعة أكبر من المتوسط العالمي، مما يفاقم خطر الفيضانات الساحلية.

من المعتقد أن 600 شخص فقدوا حياتهم جراء موجة الحر التي ضربت إنجلترا وويلز في نهاية يونيو الماضي.

يعتقد العلماء أن احتمالية ارتفاع درجات الحرارة قد زادت بمقدار 100 مرة بسبب الاحتباس الحراري.

انتقد المستشارون الرسميون الحكومة في أبريل بسبب عدم كفاية استعداداتهم لحماية الناس من تزايد تأثيرات الأزمة المناخية، واصفين إياها بأنها غير كافية ومجزأة.

قال مايك كيندون من مكتب الأرصاد الجوية، الذي قاد التحليل، أن تحطيم الأرقام القياسية بشكل متكرر هو الآن القاعدة الجديدة.

وأضاف كيندون أنه على الرغم من أننا قد لا نلاحظ التغيرات من عام لآخر، إلا أنه يمكن رؤية تغييرات كبيرة عند النظر إلى الوراء لعقد أو ثلاثة عقود.

الظواهر المتطرفة لها أكبر تأثير على المجتمع، خاصة في البنية التحتية والصحة العامة، وهذا ما يدعو للقلق.

وجد التحليل الذي حمل اسم حالة مناخ المملكة المتحدة 2024، أن السنوات الثلاث الماضية كانت من بين أعلى خمس سنوات حرارة في تاريخ المملكة المتحدة.

سجل أشد ربيع حرارة في عام 2024، ومع ذلك تم تجاوزه بالفعل في عام 2025.

توجد في المملكة المتحدة سجلات جوية تعود لقرون، وتتميز بدرجات حرارة مسجلة في وسط إنجلترا كأقدم سجل

عالمي. تُظهر هذه السجلات أن درجات الحرارة الأخيرة تجاوزت تلك المسجلة قبل 300 سنة على الأقل.

ومع ذلك، يحتمل أن تكون درجات الحرارة الحالية مرتفعة بشكل متوسط بحلول عام 2050، وستتراجع بحلول عام 2100، بحسب العلماء.