مستشفى راشد ينقذ مريضًا بعد توقف قلبه 25 مرة

الثلاثاء 22 يوليو 2025 - 07:09 م

مستشفى راشد ينقذ مريضًا بعد توقف قلبه 25 مرة

عبد الله الغافرى

كشف المدير التنفيذي في مستشفى راشد، واستشاري ورئيس قسم أمراض القلب والقسطرة، الدكتور فهد باصليب، عن قصة واقعية لرجل في الأربعين من عمره نجا من الموت بعد توقف قلبه أكثر من 25 مرة خلال ساعات قليلة.

تم إنقاذ حياته بفضل التدخل السريع لفريق القلب وإجراء قسطرة عاجلة وتركيب دعامة، إذ عاد تدفق الدم إلى القلب، ما يعكس التطور الطبي الذي وصلت إليه الإمارات في مجال طب القلب، حيث تعد الدولة من أفضل المستشفيات عالمياً في هذا التخصص.

وحذر باصليب في حديثه مع منصة عرب كاست من الكوليسترول المرتفع الذي وصفه بالبركان الخامد، حيث قد يظل ساكناً لفترة طويلة ولكنه في أي لحظة قد يسبب انسداداً مفاجئاً في الشرايين.

وأشار إلى أن الفترة من الفجر حتى الـ12 ظهراً أثناء النوم تُعدّ الأكثر خطورة لحدوث جلطات القلب، بسبب إفراز هرمونات مثل الكورتيزون والأدرينالين التي ترفع ضغط الدم، ونبض القلب وتزيد لزوجة الدم، مما يزيد من احتمالية الانسداد المفاجئ، خصوصاً لدى الأشخاص الذين لديهم انسدادات جزئية.

وتفصيلاً، روى الدكتور فهد باصليب قصة المريض الأربعيني الذي حضر إلى الطوارئ وتوقف قلبه أكثر من 25 مرة، حيث كان يتم عمل صدمات كهربائية له في كل مرة لإنعاشه.

بعد تشخيصه تبين وجود جلطة حادة في الشريان الرئيس، وتم نقله على الفور إلى القسطرة وتم فتح الشريان بنجاح، وبفضل الله ثم جهود الفريق الطبي نجا المريض.

وأوضح الطبيب: «ظننا أن إعلان وفاته مسألة وقت، لكن في أول يوم عمل بعد عطلة نهاية الأسبوع، رأيناه يتناول الإفطار».

وأكد باصليب أن أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الرئيس للوفاة عالمياً، وأن 80٪ من هذه الوفيات يمكن الوقاية منها باتباع نمط حياة صحي والكشف المبكر.

وأضاف أن دولة الإمارات حققت تطوراً كبيراً في تخصص القلب، وأصبحت من الدول المتقدمة عالمياً في هذا المجال، مشيراً إلى أن هناك مستشفيات في الدولة تُعدّ أفضل من مستشفيات موجودة في الولايات المتحدة.

كما أشار إلى أن هذا التطور لم يكن ليتحقق لولا الدعم الكبير والاهتمام المتواصل الذي توليه القيادة الرشيدة للقطاع الصحي، وكذلك الفرص التدريبية الواسعة للكوادر الطبية الوطنية.

ولفت إلى أن التقدم شمل التوسع في التخصصات الدقيقة في طب القلب، وإلى تشكيل فريق متكامل يُسمى فريق القلب، يعمل وفقاً لأحدث التوصيات والمعايير العالمية لوضع الخطة العلاجية المثلى لكل مريض.

كما أشار إلى أن مستشفى راشد في دبي يُعدّ من أولى المؤسسات الصحية التي حصلت على اعتماد الهيئة الأمريكية للاعتمادات الطبية لبرنامج الجلطات القلبية في عام 2009.

وقال: «قبل شهر جرى تجديد الاعتماد مرة أخرى، وبعد جولة شاملة في الأقسام والاطلاع على المؤشرات والبيانات، قال لنا مقيم أمريكي (لو تعرضتُ أنا إلى مشكلة في القلب أو أحد من أهلي، سأكون كلي ثقة بأن أتعالج لديكم في المستشفى)».

وبفضل السمعة المتنامية للقطاع الصحي في دبي، أصبحت الإمارة مركزاً عالمياً لجذب المؤتمرات والخبراء الطبيين، وذلك يعزز التعاون وتبادل الخبرات على مستوى عالمي.

حول طبيعة أمراض القلب، أوضح باصليب أن هناك أنواعاً متعددة، منها العيوب الخلقية وأمراض كهرباء القلب وأمراض عضلة القلب الناتجة عن انسداد الشرايين.

وأشار إلى أن أمراض القلب والأوعية الدموية تُعدّ السبب الأول للوفاة في العالم، حيث تشير الإحصاءات العالمية إلى أن واحداً من كل أربعة أشخاص يتوفى بسببها.

وأكد أن نحو 80٪ من الوفيات كان يمكن تجنّبها بالكشف المبكر وتبنّي نمط حياة صحي، في حين أن 20٪ تكون بسبب عوامل وراثية لا يمكن تغييرها.

وأوضح أن أمراض القلب أكثر شيوعاً عند الرجال من النساء، وهناك اختلافٌ بين قلب الرجل وقلب المرأة من ناحية الحجم.

أظهرت الدراسات أن أمراض القلب أكثر شيوعاً لدى الرجال مقارنة بالنساء في سن الشباب، بسبب هرمونات النساء في فترة الشباب التي تمنح حماية طبيعية ضد أمراض القلب.

بيّن أن الذبحة الصدرية تحدث عند وجود تضيق جزئي في الشرايين التاجية، ما يؤدي إلى ألم في الصدر وضيق في التنفس عند بذل مجهود أو بعد الأكل.

أما الجلطة القلبية فتنتج عن انسداد كامل في الشريان، ما يوقف تدفق الدم إلى عضلة القلب، بينما تحدث السكتة القلبية نتيجة توقف القلب فجأة بسبب خلل كهربائي حاد.

أشار باصليب إلى أن رياضيين قد يتعرضون لتوقف القلب المفاجئ بسبب تضخم غير طبيعي في عضلة القلب، أو اضطرابات كهربائية وراثية.

أوصى بممارسة الرياضة المعتدلة بانتظام، بمعدل 30 إلى 60 دقيقة يومياً، خمس مرات في الأسبوع، موضحاً أن تغيير السرعة أثناء المشي أو الجري يُعدّ من أفضل الأساليب لحرق الدهون وتقوية القلب.

حول الوفيات التي تحدث أثناء النوم، قال إن الفترة بين الفجر والساعة الـ12 ظهراً تُعدّ من أخطر الأوقات لحدوث الجلطات، بسبب التغيرات الهرمونية في الجسم.

حذر باصليب من جميع أشكال التدخين، مؤكداً أنها جميعها ضارة بالقلب، ولا توجد وسيلة تدخين أقل ضرراً من غيرها.

وقال إن «الشيشة الواحدة تعادل تدخين علبة كاملة من السجائر، وقد تعادل 40 سيجارة، أما المدواخ فمجهول المحتوى والمكونات، ولا نعلم ما يخلط فيه».

أكد رصد حالات نزيف رئوي لدى شباب استخدموا أجهزة التدخين الإلكتروني، فضلاً عن أضرارها المؤكدة على القلب.

الفئة العمرية بين 20 و30 عاماً تشهد تزايداً في حالات الجلطات القلبية، ومتوسط أعمار الإصابة في الخليج أقل بـ10 سنوات من أوروبا وأمريكا.


مواد متعلقة