تفاقم حوادث إطلاق النار على الصحفيين في أمريكا خلال حكم ترامب

الإثنين 16 يونيو 2025 - 06:12 م

تفاقم حوادث إطلاق النار على الصحفيين في أمريكا خلال حكم ترامب

ناصر البادى

كانت لورين توماسي، مراسلة القناة التاسعة في التلفزيون الأسترالي، تغطي أحداث التظاهرات في لوس أنجلوس على الهواء مباشرة، يوم الأحد الماضي، عندما تعرضت لإصابة برصاصة مطاطية أطلقها شرطي يقف خلفها. في خضم تغطيتها للأحداث، أطلق الشرطي رصاصة مطاطية أصابت ساق توماسي، كما يظهر في الفيديو، وقد صرخت من الألم بينما كانت تمسك بساقها، مما أدى إلى تراجع المصور والكاميرا بسرعة عن مكان الحادث. وصف رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، الحادث بأنه مروع وغير مقبول، مشيراً إلى ضرورة دعم الصحافة الحرة والتعبير عن التضامن مع توماسي. كان رجال الشرطة يرتدون ملابس قوات مكافحة الشغب، ويطلقون الرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين الغاضبين من حملة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على المهاجرين غير الشرعيين. في خضم إعادة اللحظات الأخيرة، تم تصوير الشرطي وهو يرفع مسدسه ويطلق الرصاصة، بينما كانت توماسي تصف الحدث بكلماتها، وأكدت لاحقاً أنها بخير رغم الألم. يُظهر الفيديو بوضوح أن المراسلة والمصور كانا يعملان بطريقة قانونية، ولم يكن إطلاق النار نتيجة تبادل إطلاق نار، مما يثير تساؤلات عن استخدام القوة المفرط ضد الإعلاميين. خلال الاحتجاجات، تعرض العديد من الصحافيين للهجوم والإعاقة. وتم توثيق نحو 30 حادثة ضد الصحافيين حتى الآن، مما يسلط الضوء على الخطر الذي يواجه الصحافة الحرة. الهجمات على الصحافة لم تعد مقتصرة على مناطق الحرب أو الأنظمة الاستبدادية، وإنما تحدث في المدن الأميركية أيضاً، خلال النهار، ومن قبل الأشخاص المكلفين بحماية القانون. إدارة ترامب عملت على تقييد الوصول إلى المعلومات وتقويض صدقية وسائل الإعلام المستقلة، من خلال سحب الأموال وتقييد عمل مؤسسات الإعلام العامة. الخدمات الإعلامية التي تسلط الضوء على القيم الديمقراطية مهددة بالإغلاق والتوقف عن العمل بسبب انقطاع التمويل والسياسات الجديدة. وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية مُنعت من الوصول إلى البيت الأبيض بسبب تحدي توجيهات ترامب، مما يشير إلى تدهور العلاقات بين الإدارة والصحافة. الشبكات الإعلامية مثل «إيه. بي. سي» و«إن. بي. سي» و«سي. بي. إس» تواجه تهديدات بإلغاء تراخيصها، مما يظهر تصاعد الضغوط على الصحافة. لجنة حماية الصحافيين أعربت عن قلقها من تزايد تهديدات حرية الصحافة والديمقراطية، وأصدرت تقارير تسلط الضوء على هذه المخاطر. النجاح الديمقراطي يعتمد على تحدي السلطة، والتعديل الأول في دستور الولايات المتحدة يعتبر معياراً لحماية الصحافة الحرة وحرية التعبير. تدهور حرية الصحافة في الولايات المتحدة أصبح موضوعاً يثير اهتمام المنظمات الدولية، مما يضع البلاد في قائمة المراقبة جنباً إلى جنب مع دول أخرى. الاعتداءات على الصحافيين ليست مسألة محلية، بل تمثل تحدياً عالمياً يهدد حرية الصحافة وسلامة الصحافيين. يجب أن تكون حرية الصحافة متاحة ومحمية لضمان استقرار الديمقراطية والمجتمع، فهي ليست بمثابة ترف، بل ضرورة للسلام والعدالة. عن «كونفرزيشن» و«سي بي إس نيوز»، تظل حرية الصحافة والحقوق المدنية قضية حيوية تحتاج إلى تعزيز ودعم مستمر.

مواد متعلقة