كيف يؤثر ارتباط الآسيويين بحلفاء أميركا على علاقاتهم بواشنطن؟

الإثنين 16 يونيو 2025 - 09:36 م

كيف يؤثر ارتباط الآسيويين بحلفاء أميركا على علاقاتهم بواشنطن؟

ناصر البادى

تتصدر الرسوم الجمركية قائمة النزاعات بين الولايات المتحدة وحلفائها في آسيا، حيث تتعرض اليابان وكوريا الجنوبية لتهديد بفرض رسوم بنسبة 25%، بينما تشعر أستراليا بالغضب من احتمال فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الصلب. هذه التحركات تزيد من التوتر بين الدول في المنطقة.

وفي الوقت ذاته، تتصاعد الجهود الأمريكية لسد الفجوات في جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ، مستغلة نفوذها المتبقي في المنطقة لعرقلة توسع الصين من خلال تقديم بدائل للكثير من مشاريعها.

أحد هذه البدائل هو استثمار وزارة الدفاع الأميركية في اتفاقية "أوكوس" الثلاثية، التي افتتحت بموجبها استثمارات بمليارات الدولارات بالتعاون مع بريطانيا وأستراليا لبناء غواصات نووية. هذا المشروع يعكس محاولات الولايات المتحدة لتعزيز تواجدها العسكري هناك.

يثير سلوك الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وتصريحاته عن حلفاء أميركا في الغرب تساؤلات حول الالتزامات الأمنية الأميركية تجاه آسيا. مثل هذه النقاط الشائكة تجعل الحلفاء الآسيويين يعيدون تقييم مدى ثقتهم بالولايات المتحدة.

أظهرت استطلاعات الرأي انخفاضاً كبيراً في الثقة حيال الولايات المتحدة بين شعوب مختلفة في آسيا. في أستراليا، على سبيل المثال، أشار استطلاع للرأي إلى أن 36% فقط من الأستراليين يثقون بالولايات المتحدة، بينما 15% من اليابانيين يعتقدون أن الولايات المتحدة ستدافع عنهم في حالة الضرورة.

في تايوان، انخفض الاعتقاد بأن أميركا جديرة بالثقة بمعدل 10% عن السنة السابقة. ومع ذلك، تبقى التحالفات الأميركية قائمة في المنطقة، حيث أن حلفاء الولايات المتحدة يعتبرونها خياراً لا غنى عنه في مواجهة الصين.

قد تبدو الأمور مضطربة، لكن بعض التحالفات تشهد مرونة ملحوظة، حيث تظهر استطلاعات الرأي أن تحالفات الولايات المتحدة في آسيا لازالت تحظى بدعم كبير، مثل التحالف الأسترالي - الأميركي الذي يلقى تأييداً بنسبة 80% هناك.

اليابان، من جهتها، تواصل تعزيز تعاونها العسكري مع واشنطن من خلال استراتيجيات جديدة للتعاون الدفاعي الجماعي، بينما تستعد أستراليا لزيادة شراكتها مع الولايات المتحدة من خلال برنامج "أوكوس". هذه المبادرات تعكس رغبة هذه الدول في تعزيز التحالفات الحالية.

من خلال مبادرة الأسلحة الموجهة، تستعد كل من أستراليا والولايات المتحدة لتقديم دعم قوي للقوات المسلحة المشتركة، إلى جانب استضافة القوات الأميركية في قواعدها العسكرية. هذه الإجراءات تعزز الوجود العسكري الأميركي في المنطقة.

الفلبين أيضاً تتماشى مع هذا التوجه، حيث فتحت مواقع جديدة للقوات الأميركية تحت اتفاقية التعاون الدفاعي المعزز، مسهمة في زيادة تأمين المنطقة بالتعاون مع الولايات المتحدة.

تحركات نيوزيلندا وكندا في مضيق تايوان الحساس تشير إلى دعم مستمر للولايات المتحدة، حيث عبرت سفنهم الحربية المضيق لتعزيز التواجد المنسق في المنطقة.

إدارة ترامب، من خلال شخصيات بارزة وتنسيقات إقليمية، تواصل التركيز على آسيا كمحور رئيسي. زيارة أولى خطوات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى اجتماع وزراء خارجية المجموعة الرباعية تمثل جهدًا لتواصل دبلوماسي مؤثر.

وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، خاض جولة إقليمية شهدت إشادة واسعة لجهوده في تعزيز التعاون الدفاعي، إذ كان قد دعا لزيادة الإنفاق الدفاعي في حوار شانغريلا في سنغافورة، مما أثار تفاعلات واسعة في الحوارات الأمنية الجارية في المنطقة.

رغم التعقيدات السياسية والتوترات الواضحة، تظل الولايات المتحدة لاعباً رئيسياً في تعزيز الاستقرار العسكري والأمني في آسيا، كما يستمر شركاؤها في المنطقة في دعم هذه الشراكة بصفة أساسية لموازنة النفوذ الصيني المتزايد.


مواد متعلقة