التسوق العاطفي: لذة عابرة تستنزف الميزانية وتؤدي إلى شراء قهري
الخميس 07 أغسطس 2025 - 08:34 م

حذّر الأطباء والخبراء من تنامي ظاهرة التسوق العاطفي، خاصة خلال فترات الإجازات الصيفية. يلجأ البعض للشراء بدوافع غير عقلانية في محاولة لتهدئة مشاعر داخلية مثل الحزن والقلق أو حتى الفرح المفرط، دون وجود حاجة حقيقية لتلك المنتجات.
قال هؤلاء الأطباء والخبراء أن تكرر هذا السلوك قد يصبح مؤشراً لاضطرابات نفسية أعمق، مثل اضطراب الشراء القهري أو الاكتئاب، ويتحول الأمر إلى إدمان نفسي عندما يصبح وسيلة لملء فراغ داخلي أو الهروب من مشاعر غير مفهومة.
هناك ست علامات ومؤشرات تستدعي القلق والتدخل، تشير إلى فقدان السيطرة على القرارات الشرائية، مثل الشعور بالإلحاح للشراء رغم محاولات التوقف والشعور بالذنب بعد الشراء، والتسوق السري واستخدامه كهروب.
أضاف الأطباء أن هناك عوامل نفسية تدفع لهذا السلوك، مثل التحفيز الفوري للشراء وإفراز الدوبامين الذي يعطي شعوراً مؤقتاً بالسعادة، والهروب من مشاعر سلبية، والتحكم في الهوية الذاتية من خلال المشتريات، واستخدام التسوق كمكافأة نفسية.
النساء أكثر ميلاً لاستخدام التسوق كوسيلة للتنفيس عن التوتر أو الحزن، بينما الرجال يشترون بدافع الملل أو إثبات الذات، خاصة الإلكترونيات والسيارات. المتاجر الإلكترونية تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات المستخدمين وتوجيه عروض تحفّز الشراء العاطفي.
على سبيل المثال، قالت (ص.أ) إنها تنجذب لمواقع التسوق الإلكتروني في أوقات الفراغ أو المشاعر المتقلبة. وأكدت أنها تنفق أحياناً أكثر من 1000 درهم على أشياء غير ضرورية لمجرد لحظة ارتياح عابرة.
في حين قالت (فرح. م - 29 عاماً)، أنها خاضت تجربة تسوق عاطفي بعد فقدان وظيفتها، حيث أنفقت على شراء مستحضرات تجميل وملابس باندفاع بسبب مشاعر الحزن وفقد السيطرة.
قال (جمال.م - 33 عاما) أنه شعر بالفراغ خلال إجازته السنوية، ودفعه للشراء من مواقع التسوق الإلكتروني مثلاً أجهزة إلكترونية لم يكن بحاجة لها فعلياً، حيث أنفق نحو 7000 درهم.
الدكتور وليد عمر حذر من انتشار ظاهرة التسوق العاطفي خلال فترة الإجازات والمواسم، حيث أن السلوك لا يرتبط بحاجة فعلية بل يتأثر بمشاعر داخلية مثل الحزن أو القلق. وذكر أن التقييم النفسي قد يكون ضرورياً لدى استمرار هذه السلوكيات بشكل مؤثر.
أخصائي علم النفس الإكلينيكي، الدكتورة ميرنا شوبح ذكرت أن التسوق العاطفي قد يحتاج تدخلاً علاجياً إذا تجاوز حدوده الطبيعية وبدأ في التأثير على حياة الشخص. ووضحت وجود ست علامات مقلقة، وتضمنت استخدام التسوق كوسيلة للهروب من مشاعر سلبية.
على صعيد آخر، يوضح خبير التجزئة، الدكتور سهيل البستكي، أن التسوق العاطفي غالباً ما ينبع من دوافع داخلية لدى الأفراد بهدف التخفيف من مشاعر الفرح أو الحزن أو التوتر. وتستغل المراكز التجارية هذه الفترات لتكثيف العروض الترويجية التي تستهدف مشاعر المتسوقين.
بينما تتبع بعض المتاجر استراتيجيات مدروسة تركز على النزعة الداخلية للأفراد من خلال تخفيضات مغرية لاستهداف فئات معينة، مما يدفعها لاتخاذ قرارات شراء غير مدروسة بناءً على الإغراء العاطفي وليس الحاجة الفعلية.
مواد متعلقة
المضافة حديثا