يوسف العلي يحفظ ذكريات البحر لأجيال دلما الجديدة
الإثنين 19 مايو 2025 - 12:57 ص

يجلس يوسف العلي، الخبير التراثي من جزيرة دلما، في قلب معرض يتميز بتواجد عشرات الأدوات البحرية التراثية. ويُعد هذا الركن جزءاً من القرية التراثية في مهرجان سباق دلما التاريخي بنسخته الثامنة. شهدت جزيرة دلما انطلاق فعاليات المهرجان يوم الجمعة الماضي، ويستمر حتى الأول من يونيو المقبل بتنظيم من هيئة أبوظبي للتراث ونادي أبوظبي للرياضات البحرية ومجلس أبوظبي الرياضي.
يتسم الركن البحري بحضور واضح للشباب، إذ يجذبهم الفضول أثناء تجوالهم في المهرجان الذي تنظم فعالياته أيام الجمعة والسبت والأحد من كل أسبوع. يجذبهم ازدحام المعروضات المرصوصة والمعلقة، ويفيد يوسف العلي فضولهم بسرد تفاصيل كل قطعة في معرضه المتميز، موضحاً أهميتها للبحّار والغواص والصياد.
يوضح يوسف «هنا نُعرّف الزوار، خاصة من الطلبة والناشئة، بالبيئة البحرية ومكوناتها، ونطلعهم على تراثهم البحري وأسماء الأدوات واستخداماتها حيث يسهم هذا في استدامة التراث البحري والحفاظ عليه وعلى معارفه المتوارثة عبر الأجيال».
يحتوي الركن البحري على أدوات مخصصة للغوص وصيد السمك والرحلات البحرية، إلى جانب نماذج للكائنات البحرية والصخور المنتشرة في مياه الخليج العربي. يشاهد الزوار في معروضات يوسف العلي ورشة حية لصناعة الديين ونسج الشباك وفتل الحبال بأنواعها المختلفة، كما يمكنهم مشاهدة صناعة الصيرم المصنوع من شماريخ النخل.
يعرض الركن البحري لوحات للملاحة القديمة، مثل الفانوس الذي يستخدمه النوخذة لرؤية البوصلة «البلد». الحجر الذي كان يُستعمل من قبل الغواص للوصول للقاع سريعاً، وهو ما يوضحه العلي قائلاً: "وزن الحجر يتم اختياره وفقاً لوزن كل غواص للحصول على السرعة المناسبة له".
يشتمل الركن على نماذج للسفن القديمة، مثل الجالبوت والبقارة، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من المراسي، والأدوات الخاصة بغزل الخيوط لصناعة الشباك. كما توجد العديد من أدوات الغوص على اللؤلؤ مثل الفطام لإغلاق أنف الغواص والمفلقة لفتح المحار والخبط التي تقي أصابع الغواص.
يحرص يوسف العلي على تقديم شرح موسع حول مكانة هذه الأدوات في تراث البحر لصياد وغواص و بحّار. يقول: "بعض الأدوات انقرض أو تكاد، لذلك نحافظ على وجودها هنا ونقدم المعلومات المفصلة عنها".
يقدم العلي لزواره نماذج من نجوم البحر المُجففة التي كانت تُعطى كهدايا للأطفال بعد رحلات الغوص. كذلك، يشير إلى تشكيلة من الشعاب المرجانية والإسفنج البحري والصخور الفريدة والأعشاب الطبية المستخدمة في الغوص مثل القرض وأدوات أخرى تعبر عن تراث غني متوارث منذ مئات السنين.
يؤكد يوسف العلي: "نسعى للحفاظ على التراث البحري واستدامته، ونقل معارفه عبر الأجيال منذ القدم".
مواد متعلقة
المضافة حديثا