الأرض الإماراتية تكشف سراً تاريخياً جديداً عن مركز حضاري للتسامح
الأربعاء 20 أغسطس 2025 - 12:04 ص

بعد مرور أكثر من 30 سنة، بدأت التنقيبات الأثرية هذا العام في جزيرة صير بني ياس، موضحة تاريخ الإمارات العريق. كشفت هذه التنقيبات عن اكتشافات تؤكد دور الإمارات كمحور للحضارات عبر القرون. وانفردت "الإمارات اليوم" بمرافقة الفريق الأثري لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي في أول عملياتهم التنقيبية منذ 30 عاماً.
أظهرت هذه التنقيبات الحديثة اكتشاف صليب جصي كامل في فناء منزل بالكنيسة، مدعماً بفكرة أن قيم التسامح والتعايش متجذرة في الإمارات منذ قرون عديدة. كما يتميز هذا الصليب بتصميمه الفريد المشابه لاكتشافات مماثلة في مناطق أخرى كالعراق والكويت، ومربوط بالكنيسة الشرقية ذات الجذور التاريخية العميقة في العراق.
أفادت هاجر المنهالي، منقبة الآثار، أن التنقيبات كشفت عن منازل ذات فناء ضمن مواقع تنقيب تمتد شمال الكنيسة والدير، مؤكدة وجود دير جماعي محيط بالكنيسة. تضم هذه المنازل غرف اعتكاف للرهبان، حيث كانت فترات العزلة ترتبط بأقدمية الرهبان في الكنيسة.
كما كانت التنقيبات التي بدأت في التسعينات واستؤنفت هذا العام، خطوة لفهم جوانب متعددة من تاريخ الإمارات وفترات زمنية مختلفة. تسلط الضوء على المجتمعات السكانية وأنماط حياتهم وتفاعلهم مع المجتمعات المجاورة. وأكدت الأثرية الإماراتية المنهالي أن الإمارات تولي اهتماماً كبيراً للآثار، مما يعزز مشاركة الجيل الجديد في هذا المجال.
أشار الدكتور تيم باور إلى أهمية موقع التنقيب في جزيرة صير بني ياس، مشيراً إلى أن البيوت المكتشفة في التسعينات تساعد في تقديم تصور أفضل لحياة الجزيرة قبل ألف عام. كما يمثل الصليب الجصي المكتشف إضافة مهمة تبرز التبادل الثقافي بين المجتمعات عبر العصور.
الدراسة الأثرية ضمن برنامج المسح الأثري لجزيرة أبوظبي بدأت عام 1992 بتوجيهات القيادة الرشيدة. وكشفت التنقيبات الأولى عن كنيسة ودير يعودان للقرنين السابع والثامن الميلاديين، كما أُعلن حينها عن اكتشاف سلسلة من المنازل الصغيرة ذات الفناء.
تواصل دائرة الثقافة والسياحة أعمال التنقيب بغية إنشاء مسار أوسع يربط المواقع الثقافية ويكمل الجهود التراثية السابقة. افتُتح موقع كنيسة ودير صير بني ياس عام 2019 بعد تطوير المرافق، مضيفاً مركزاً للزوار ومعرضاً للقطع الأثرية المكتشفة. بالقرب من الموقع، تم بناء كنيسة متعددة الأديان مستوحاة من الموقع القديم.
أكد محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، أهمية الاكتشافات الجديدة التي تبرز جذور قيم التسامح في الإمارات. وأضاف أنها تدفع للفخر والاعتزاز بتاريخ وتراث الدولة، مؤكداً التزام الدائرة بالكشف عن قصص تراثية وتعزيزها وحمايتها ومشاركتها مع العالم.
جزيرة صير بني ياس تُعد جزءاً من الانتشار الطبيعي للكنائس والأديرة الذي شهده الخليج العربي، وكانت هذه المنطقة مركزاً مهماً للدين المسيحي بين القرنين الرابع والسادس الميلاديين. واليوم، تقع الكنيسة والدير بين محميات طبيعية تقدم لمحة عن التاريخ العريق.
مواد متعلقة
المضافة حديثا