قصة دفاعية وتراثية في قلب دبي: مربعة أم الريول

الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 - 04:23 م

قصة دفاعية وتراثية في قلب دبي: مربعة أم الريول

راشد مطر

بين أزقة الشندغة وخور دبي، تظهر مربعة أم الريول شامخة، تشهد على تاريخ المدينة وسكانها. تتميز هذه البناية الدفاعية والأثرية بالأعمدة الأربعة وغرفتها العلوية المربعة، لتعرض رمزاُ للبراعة الهندسية وتذكرنا بالعصر الذي كانت فيه كل زاوية جزءاً من شبكة حماية مترابطة، حيث يجتمع العمارة مع عمل الإنسان اليومي.

في قلب الشندغة التاريخي، تجسد مربعة أم الريول بوضوح الرمزية الدفاعية والمراقبة في دبي القديمة. ليست مجرد بناء حجري، بل تمثل شهادة حية على حرص الأجداد وأسلوب حياتهم التقليدي في أقدم أحياء الإمارة.

اختير هذا المعلم ضمن المواقع التي اعتمدها الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، كجزء من مشروع للحفاظ على المواقع التراثية، لحماية هوية الإمارة وموروثها العمراني والثقافي.

بُنيت مربعة أم الريول عام 1939 في بر ديرة، غرب مبنى البلدية الرئيسي. أنشئت لأغراض دفاعية واستراتيجية متعددة، منها مراقبة المدينة وتفتيش السيارات وتخزين الأسلحة وإبلاغ الأهالي بالأحداث الطارئة كالأوبئة أو الحرائق.

تتميز بتصميم فريد يعكس براعة العمارة الدفاعية بدبي، بأعمدتها العالية المدمجة في هيكل متين وغرفتها العلوية لتمكّن من الرؤية من كافة الاتجاهات، مما يمثّل بروزاً معمارياً في أفق الشندغة.

لم تقتصر وظيفة المربعة على المراقبة فقط، بل كانت حجر الأساس في شبكة الدفاع التقليدية للمدينة لتعمل كمخزن ومراقب للأمن الاجتماعي ونقل الأخبار.

بجانب أهميتها العسكرية، تتميز بتفاصيلها الجمالية التقليدية مثل الزخارف الخشبية والجبسية، والفتحات الضيقة (المزاعل) التي تسمح بإشراف أمني دون كشف الداخل، مما يجعلها مزيجًا فريدًا بين الجمال والوظيفة.

كانت جدران مربعة أم الريول عالية، مما يجعل تسلقها مستحيلاً. كانت مزودة بفتحات لإطلاق النار في حال الحروب وفتحات أخرى لدخول الحراس، تسهيل الصعود كان عبر حبل يتدلى منها، فيما تم تزويد الحاجة من خلال استخدام سلة مصنوعة من الخوص.

عام 1939 شهد بناء المربعة كمبنى دفاعي واستراتيجي. بارتفاع 9 أمتار، تميز في أفق الشندغة بوضوح. 15 مترًا بين أعمدته تحقق للبناء الاستقرار اللازم.

المربعة ليست مجرد حجارة، إنما شاهدة على حرص الأجداد على حماية المدينة، وعكست أسلوب حياتهم التقليدي في أقدم أحياء الإمارة.


مواد متعلقة