التوتر بين واشنطن وكاليفورنيا: أعمال شغب أم تحدٍ للسلطات؟
الخميس 12 يونيو 2025 - 04:23 م

من الضروري أن نفهم أن مهاجمة أجهزة الأمن وإنفاذ القانون تُعتبر جريمة يعاقب عليها القانون في الولايات المتحدة. سواء كان ذلك في لوس أنجلوس أو في واشنطن العاصمة، حيث مبنى الكابيتول تحت حماية الشرطة.
الشغب لا يمكن أن يُعتبر بأي حال من الأحوال تعبيراً مشروعاً عن الاحتجاج، مهما كانت الأسباب التي تدفع الناس لهذا التصرف.
واجهت نائبة الرئيس السابقة، كامالا هاريس، انتقادات بعد بيانها الذي لم يدن أعمال العنف بشكل صريح في لوس أنجلوس، رغم هجومها على الرئيس دونالد ترامب.
وتعرض ترامب لانتقادات بسبب إرساله الحرس الوطني إلى لوس أنجلوس وانتقاداته لإجراءات إدارة الهجرة في كاليفورنيا.
رغم ذلك، لا يمكن تجنب ملاحظة أن نشر قوات فيدرالية في لوس أنجلوس كان خطوة تصعيدية، حيث أرسلت كتيبة من مشاة البحرية رغم كفاية القوات المحلية.
قد يؤدي تدخل الحكومة الفيدرالية بهذا الشكل إلى زيادة التوتر ومضاعفة الاضطرابات.
في النظام الأميركي، القضايا المحلية يجب أن تُترك للسلطات المحلية مع تدخل القوات الفيدرالية في حالات نادرة، وهو أمر يثير القلق حول المستقبل.
الأزمة زادت تعقيداً مع التراشق الكلامي بين ترامب وحاكم كاليفورنيا غافن نيوسوم.
هدد ترامب باعتقال نيوسوم وقطع التمويل عن الولاية، بينما رد نيوسوم بتهديد بوقف دفع الضرائب للحكومة الفيدرالية.
قدم نيوسوم طلبات للمحاكم للتدخل ضد الحكومة الفيدرالية، لكن ترامب لا يزال يعمل ضمن الأطر القانونية.
لم يفعّل ترامب قانون التمرد لعام 1807 والذي قد يكون نقطة تحول خطرة للسماح بالتدخل العسكري لقمع الاضطرابات.
استخدام القانون قد يثير رفضاً واسعاً وقد يؤدى إلى إعادة تقييم الصلاحيات الرئاسية.
شهد التاريخ الأميركي استخدام القانون من قبل رؤساء سابقين، ولكنه كان محاطاً بضوابط صارمة.
يتفق كثيرون على أن القانون يحتاج إلى تعديلات مثل فرض حد زمني لنشر القوات.
ترامب، الذي يُقال إنه نادم على ضعفه أثناء احتجاجات 2020، يبدو أكثر تصعيداً الآن.
وزير الدفاع الجديد أعلن أن قوات المارينز جاهزة للتدخل، مما يدل على رغبة الإدارة في الحسم السريع.
المشاهد في لوس أنجلوس أثارت القلق حول الولاء الوطني والهوية الأميركية.
الحل للأزمة الحالية يكمن في التهدئة وليس في المواجهة، لتجنب الفوضى وأضرارها على الاستقرار الديمقراطي.
مواد متعلقة
المضافة حديثا