أفضل وقت لتناول العشاء في ليالي الشتاء الطويلة؟
الجمعه 21 نوفمبر 2025 - 07:26 ص
مع اقتراب فصل الشتاء ونقص ساعات الضوء، يميل كثير من الناس إلى تأخير وجبات العشاء دون معرفة أن هذا التغيير الصغير قد يؤثر بشكل مباشر على طاقة الجسم، نومه وصحته الأيضية. ففي هذا الفصل تحديدًا، لا يقتصر تأثير قصر النهار على المزاج فقط، بل يمتد ليغير طريقة تعامل الجسم مع الطعام.
يعتمد الجسم على مدار 24 ساعة على ساعته البيولوجية التي تنظم النوم، التمثيل الغذائي، الهضم والدورات الهرمونية. ومع قلة الضوء في الشتاء، يبدأ معدل الأيض في الانخفاض أيضًا. تظهر أبحاث متزايدة في مجال التغذية المرتبطة بالإيقاع الحيوي، أن توقيت الوجبات قد يكون مهمًا بقدر أهمية نوعيتها.
هذا المجال يدرس تأثير توقيت الطعام على الساعة الداخلية للجسم، وكيف يمكن لقصر النهار أن يؤثر على المزاج، الأيض، والصحة. ففي إحدى الدراسات، لاحظ باحثون ارتفاعًا بنسبة 20% في ذروة السكر في الدم وانخفاضًا بنسبة 10% في معدل حرق الدهون لدى بالغين تناولوا العشاء عند العاشرة مساءً مقارنة بأولئك الذين تناوله عند السادسة مساءً.
كما شملت تحليلات أوسع 29 دراسة ونصحت بتناول الطعام في وقت مبكر وتقليل عدد الوجبات، والتركيز على السعرات الحرارية خلال النهار، وهو ما يرتبط بتحسن علامات الأيض مثل ضغط الدم، سكر الدم والكولسترول. وفق موقع سكاي نيوز عربية، يرتبط تناول الطعام ليلاً، خصوصاً قبل النوم مباشرة، بزيادة مخاطر السمنة واضطرابات التمثيل الغذائي مثل السكري من النوع الثاني.
لماذا يعتبر تناول العشاء في وقت مبكر أفضل؟ يرى خبراء الإيقاع الحيوي أن تناول الطعام في وقت مبكر يتماشى مع النشاط الطبيعي للجسم، حيث يكون الأيض أعلى قبل دخول الجسم في مرحلة الراحة الليلية. قد يُعتبر توقيت الوجبات وسيلة منخفضة التكلفة لتعزيز صحة الأيض، خاصةً مع نمط حياة صحي ونشاط بدني منتظم.
في الشتاء، خاصة في البلدان ذات خطوط العرض الشمالية، قد تؤدي قلة ضوء الشمس إلى انخفاض السيروتونين، مما يؤثر على المزاج ويزيد من احتمال تأخير الوجبات أو تناول وجبات خفيفة طوال المساء. لكن الهضم، إفراز الهرمونات، وحرق السعرات كلها تعمل وفق الإيقاع الحيوي، وعندما تتداخل هذه العمليات بسبب تناول الطعام مع اقتراب وقت النوم، قد يؤثر ذلك على جودة النوم وصحة الأيض.
هل يعني ذلك ضرورة تقديم موعد العشاء؟ بالنسبة للبعض، نعم، ولو قليلاً. لثلاثة أسباب: الانسجام الأيضي، حيث تناول الطعام عندما يكون الأيض في ذروته يحسّن السيطرة على سكر الدم وحرق الدهون، ويتيح ترك فاصل بين العشاء ووقت النوم فرصة للجهاز الهضمي ليمر بعملية استرخاء، مما يُعزز من جودة النوم وييسر التعافي.
نهايةً، فإن وجبات منتظمة وعشاء مبكر يساهمان في تثبيت الروتين اليومي عندما يقل الضوء ويتذبذب الإيقاع الداخلي. هذا النمط يمكن أن يؤدي إلى تحسينات لا تقتصر فقط على الصحة الجسمية، بل كذلك الصحة النفسية، ففي الشتاء نحن بحاجة إلى التكيف بطرق تخلق انسجامًا بين البنية الزمنية لحياتنا وأنشطتنا البيولوجية.
مواد متعلقة
المضافة حديثا