إرثي: 10 سنوات من الابتكار في الحِرف الإماراتية

الخميس 07 أغسطس 2025 - 07:33 م

إرثي: 10 سنوات من الابتكار في الحِرف الإماراتية

مريم المرى

أكدت مدير عام مجلس إرثي للحرف المعاصرة، ريم بن كرم، أن دعم الحرف اليدوية يمثل جزءاً أساسياً من النهضة الثقافية في دولة الإمارات، حيث حققت إمارة الشارقة نجاحاً في تحويل هذا القطاع إلى دعامة اقتصادية واجتماعية تعبر عن هوية المجتمع وتمكن أفراده، خاصة النساء، من المشاركة الفعّالة في التنمية.

يحتفل "إرثي" بمرور 10 سنوات على تأسيسه في عام 2015، وينظم طوال هذا العام سلسلة من الفعاليات وورش العمل الإبداعية، حيث تجسد هذه الفعاليات الإنجازات المميزة في تمكين المرأة الحرفية، وإحياء التراث اليدوي، وتقديمه للعالم برؤية حديثة تحافظ على جوهره الثقافي وتعزز حضوره الاقتصادي.

وقد أنشأ المجلس إطاراً شاملاً لتمكين الحرفيات، الذي بدأ من الشارقة وامتد إلى 13 دولة حول العالم، ووصل عدد الحرفيات ضمن شبكة إرثي إلى 840، مما يعكس النمو السريع في مجالات التدريب والإنتاج، ونقل المهارات، والتبادل الثقافي.

نجح المجلس في تحسين المهارات الحرفية المحلية وترابطها مع التصميم العصري من خلال خطوط إنتاج فنية مثل: "الطايف"، و"موي"، و"تيلاد"، و"ند"، و"سفَرة"، وغيرها، وقام بتطوير الحرف من أشياء معاشية يومية إلى رموز فنية تحمل هوية ثقافية ووطنية.

وأعربت ريم بن كرم عن فخرها بمسيرة المجلس خلال العقد الماضي، معتبرة أنها نموذج عالمي في تجديد التراث، وأسهمت في تعزيز وجود الحرف الإماراتية في المحافل الدولية، وذلك بجعل الحرفة الإبداعية مورداً وطنياً يعزز الهوية ويدعم المجتمع، ويفتح آفاقاً جديدة للنساء الإماراتيات والقطاع الإبداعي بشكل عام.

وهنأت الحرفيات الإماراتيات على دورهن المهم ومساهمتهن في الحفاظ على مقومات الهوية الوطنية، مشيرة إلى أن جهودهن تعتبر ركيزة أساسية في الحفاظ على التراث ونقله إلى الأجيال القادمة، وقالت "لقد كانت أولويتنا منذ انطلاق مجلس إرثي هي إعادة تقديم الحرفة كفرصة حقيقية للتمكين، خاصة للمرأة، وأن نعيد للحرفيات موقعهن كمبدعات ومساهمات في التنمية."

يواصل مجلس إرثي للحرف المعاصرة خلال هذا العام إحياء ذكرى تأسيسه العاشرة، بإطلاق مجموعة من الفعاليات، تتضمن سبع فعاليات دولية ومحلية في الشارقة، ولندن، وبازل، وموسكو، بالإضافة إلى توقيع خمس شراكات استراتيجية جديدة، تشمل ورشاً تعليمية ومعارض دولية وحلقات دراسية مع خبراء التصميم والثقافة الحرفية، وإطلاق مجموعات إنتاج جديدة تجمع بين الجماليات التراثية والابتكار العصري.

شملت برامج المجلس المجتمعية ورش التطريز الإماراتي، والفلسطيني، والأردني، والباكستاني، بالإضافة إلى الحرف المحلية، مثل السفيفة والفروخة، مما وفر فرصة لتبادل المهارات وتكامل الخبرات بين المنطقة والإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وآسيا. ولم تقتصر هذه البرامج على التدريب فقط، بل أسهمت في نشر القيم الثقافية والقصص المرتبطة بالحرف إلى جمهور أوسع.

يمثل مرور 10 أعوام على تأسيس مجلس "إرثي" نقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة من التمكين والابتكار، إذ يواصل المجلس تقديم الدعم للحرفيات محليًا ودوليًا، وتعزيز الاستدامة في قطاع الحرف، واستكشاف آفاق جديدة لتطوير المهارات والأسواق.

مع كل مبادرة ومجموعة جديدة، يؤكد "إرثي" التزامه بتجديد حضور الحرف التقليدية في الحياة المعاصرة، وتوسيع تأثيرها الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، ليظل التراث الحرفي الإماراتي حياً ومتجدداً، ومنارة تلهم الأجيال القادمة للإبداع والتمسك بالهوية.


مواد متعلقة